المعراج الأوّل في شهر رمضان ولعله في احدى ليالي القدر : التاسع عشر او الحادي والعشرين كما مرّ عن «العدد القوية» وكما مرّ عن «المنتقى» عن الواقدي ، وعن «المناقب» عن الواقدي والسدي. وبعد تسعة أشهر من شهر رمضان يكون شهر جمادى الثانية ميلاد الصدّيقة عليهاالسلام. وفي شهر رجب بعد الجمادى الثانية تنتهي السنة الثانية للرسالة والخامسة للنبوة.
وعليه فيكون ما في «الخرائج» عن علي عليهالسلام من تأريخ المعراج بالسنة الثالثة تأريخا للإسراء والمعراج الثاني ، فإمّا كذلك في شهر رمضان أيضا أو في شهر ربيع الأوّل في ليلة السابع عشر منه أي ميلاد الرسول صلىاللهعليهوآله كما عن «الاقبال» (١) ومرّ عن «العدد القوية» و «المنتقى» وعن «المناقب» عن ابن عبّاس.
أمّا اذا افترضنا ميلاد الزهراء عليهاالسلام بعد الإسراء والمعراج الثاني ، وافترضنا ما في «الخرائج» عن علي عليهالسلام تأريخا له ـ أي للثاني ـ فإنّ ميلاد الزهراء سيكون في السنة الثالثة من الرسالة والسادسة من النبوة ، ممّا لا يتفق مع القول المعوّل عليه والروايات المعتمدة. وكذلك أيضا إذا افترضنا السنة الثالثة تأريخا للمعراج الأوّل. اللهم الّا أن نقول بتأخير الولادة عن الإسراء والمعراج الى السنة الخامسة من الرسالة ، أي بعد سنتين من المعراج في السنة الثالثة ، ولكنّه خلاف ظاهر الأخبار ، نعم الّا أن نقول بأنّ الإسراء والمعراج الثاني كان في السنة الخامسة من الرسالة والولادة بعدها فيها كذلك. ولكنّ هذا يقتضي أن يكون عمر الصدّيقة حين الهجرة خمس سنين وحين الزواج ست سنين ممّا لم يقل به أحد ولا يعقل. فنرجع الى ترجيح كونها من المعراج الأوّل وميلادها بعده كما مرّ ، وحيث لم يتّفق ذلك مع كون المعراج الأوّل في السنة الثالثة من الرسالة كما مرّ آنفا ، فليكن ذلك تأريخا للإسراء والمعراج الثاني.
__________________
(١) الاقبال : ٦٠١.