في «تفسير القميّ» برواية أبي الجارود عن الامام الباقر عليهالسلام قال : إنّ مشركي أهل مكّة في أوّل ما دعاهم رسول الله قالوا له : يا محمّد! ما وجد الله رسولا يرسله غيرك؟! ما نرى أحدا يصدّقك بالذي تقول ، ولقد سألنا عنك اليهود والنصارى فزعموا أنّه ليس لك ذكر عندهم. فأتنا بمن يشهد أنّك رسول الله. فقال رسول الله : (اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ)(١) وروى الطبرسي مثله عن الكلبي (٢) وكذلك ابن شهرآشوب في «المناقب» (٣).
وفيها قوله سبحانه : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها حَتَّى إِذا جاؤُكَ يُجادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ)(٤).
قال الطبرسي في «مجمع البيان» قيل : إنّ نفرا من مشركي مكّة منهم : أبو سفيان بن حرب وعتبة وشيبة ابنا ربيعة ، والنضر بن الحارث والوليد بن المغيرة (٥) وغيرهم ، جلسوا الى رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو يقرأ القرآن ، فقالوا للنضر : ما يقول محمّد؟ فقال : أساطير الأوّلين مثل ما كنت احدثكم عن القرون الماضية ، فأنزل الله هذه الآية.
وروي : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله كان يصلي بالليل ويقرأ القرآن في الصلاة جهرا ، رجاء أن يستمع الى قراءته انسان فيتدبر معانيه ويؤمن به ، فكان المشركون اذا سمعوه آذوه ومنعوه عن الجهر بالقراءة ، فكان الله تعالى يلقي عليهم النوم أو يجعل في قلوبهم أكنّة ليقطعهم عن مرادهم (٦).
__________________
(١) تفسير القميّ ١ : ١٩٥.
(٢) مجمع البيان ٤ : ٤٣٦ والواحدي في أسباب النزول : ١٧٤ عن الكلبي أيضا.
(٣) المناقب للسروي ١ : ٥٠.
(٤) الأنعام : ٢٥.
(٥) كذا ، والمفروض أنّه هلك مع المستهزئين الستة قبل نزول الأنعام.
(٦) مجمع البيان ٤ : ٤٤٢.