روى الطبرسي عن الكلبي ومحمّد بن كعب القرظي : قالت قريش : يا محمّد! تخبرنا أنّ موسى كان معه عصا يضرب بها الحجر فتنفجر منه اثنتا عشرة عينا ، وتخبرنا أنّ عيسى كان يحيي الموتى ، وتخبرنا أنّ ثمود كانت لهم ناقة ... فأتنا بآية من الآيات حتّى نصدّقك.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أيّ شيء تحبّون أن آتيكم به؟
قالوا : اجعل لنا الصفا ذهبا! وابعث لنا بعض موتانا حتّى نسألهم أحقّ ما تقول أم باطل؟ وأرنا الملائكة يشهدون لك ، أو ائتنا بالله والملائكة قبيلا!
فقال رسول الله : فإن فعلت بعض ما تقولون أتصدّقونني؟ قالوا : نعم ، والله لئن فعلت لنتّبعنّك أجمعين.
وسأل المسلمون رسول الله أن ينزّلها عليهم حتّى يؤمنوا.
فقام رسول الله يدعو أن يجعل الله الصفا ذهبا!
فجاءه جبرئيل فقال له : إن شئت أصبح الصفا ذهبا ، ولكن إن لم يصدقوا عذّبتهم! وإن شئت تركتهم حتّى يتوب تائبهم. فقال رسول الله : بل يتوب تائبهم. فأنزل الله تعالى هذه الآية (١) في الآيات العشر من الآية ١١٢ الى الآية ١٢٢ بدأ الله بتسلية رسوله عن أقوال الكفّار تخرّصا أمام آيات الكتاب المنزل عليه ، وأنّ من اتّبع غيره ضلّ وأضلّ ، وأنّ أعداء الأنبياء شياطين من الجن والانس ، وأنّ أقوالهم زخرف وافتراء واقتراف للاثم والباطل ، وحكم بغير ما أنزل الله ، ومن أطاعهم فقد ضلّ عن سبيل الله الى اتّباع الظنون والتخرّصات ، والله أعلم بالمهتدين والضّالّين عن سبيله ، ثمّ قال : (فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآياتِهِ مُؤْمِنِينَ وَما لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ
__________________
(١) مجمع البيان ٤ : ٥٤٠. ومعناه في التبيان ٤ : ٢٣٦. وفي أسباب النزول : ١٨٠.