واتباع الصراط المستقيم ، واتباع هذا الكتاب المبارك الكريم ، وتقوى الله. وفي الآية : ١٦١ ذكر أن الصراط المستقيم والدين القيّم هو ملة ابراهيم الحنيف والطاهر من الشرك ، وأن رسول الله ممّن هداه الله الى ذلك الصراط المستقيم والدين القيم فمحياه ومماته لله تعالى.
وهنا قال الطبرسي : قيل : انّ الكفار قالوا للنبيّ صلىاللهعليهوآله : اتّبعنا وعلينا وزرك ان كان خطأ! فأنزل الله هذا (١).
هذا وقد روي في أوّل تفسيره للسورة عن قتادة وعكرمة عن ابيّ ابن كعب وعن النبيّ صلىاللهعليهوآله : أنّها نزلت بمكّة جملة واحدة ليلا (٢) فكيف التوفيق بين هذا وبين أخبار أسباب نزول الآيات من هذه السورة؟ ويصدق هذا القول قبل الطبرسي على القميّ والعياشي أيضا وكثير من المفسّرين الآخرين كذلك.
أمّا العلّامة الطباطبائي فقد خصّص الجزء السابع من تفسيره «الميزان» بتفسير سورة الأنعام ، وقطّعها الى أكثر من عشرة مقاطع وختم كلّ مقطع ببحث روائي شمل عددا غير قليل من أخبار شأن نزول آيات منها ، وعلّق في موارد متعددة عليها بأنّها تنافي نزول السورة جملة واحدة بمكّة ، منها فيما رواه ـ ورويناه ـ عن القميّ عن الامام الباقر عليهالسلام : أنّ رسول الله كان يحب اسلام الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف ... فقال : إنّها لا تلائم الروايات الكثيرة الدالة على نزول السورة دفعة. ولكنّه عاد فقال : وان كان يمكن توجيهها بوقوع السبب قبل نزول السورة ثمّ الاشارة بالآية الى السبب المحقّق (٣) ويمكن هذا التوجيه في جميع ما نقلناه من أخبار أسباب النزول لآيات هذه السورة.
__________________
(١) مجمع البيان ٤ : ٦٠٦.
(٢) مجمع البيان ٤ : ٤٢١.
(٣) الميزان ٧ : ٦٨.