روى الطبرسي في «مجمع البيان» عن مقاتل قال : انّ أبا جهل بن هشام قال : زاحمنا بنو عبد مناف في الشرف حتّى اذا صرنا كفرسي رهان قالوا : منّا نبيّ يوحى إليه! والله لا نؤمن به ولا نتّبعه الّا أن يأتينا وحي كما يأتيه (١) ونقل مثله ابن شهرآشوب في «المناقب» (٢).
وفي الآيات العشر من الآية ١٣٦ الى ١٤٦ يبين الله اعتقادات المشركين الفاسدة وخصالهم الذميمة ومقالاتهم الباطلة ، حيث جعلوا بعض الأشياء لله وبعضها للأصنام وحرّموا الحلال وقتلوا أولادهم لاعتقاداتهم الباطلة ومقالاتهم الفاسدة : فجعلوا لله ممّا ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا ، وزيّنوا لأنفسهم قتل أولادهم : البنين والبنات خيفة العيلة والفقر والعار ، وحرّموا ركوب ظهور بعض الأنعام ، ولم يلتزموا بذكر اسم الله عليها عند التذكية ، وحرّموا بعض ما في بطون الأنعام على النساء وخصّصوه للرجال ، وأباحوه لكليهما إن كان ميتة. ثمّ بيّن المحرّمات حاصرا لها في أن تكون : ميتة ، أو دما مسفوحا ، أو لحم خنزير ، أو ما اهل لغير الله به فلم يذكر اسم الله عليه عند التذكية ، ثمّ ذكر أنّ اليهود بغوا فحرّم ملوكهم على فقرائهم شحوم البقر والغنم ولحوم كل ذي ظفر من الطيور ، فجزاهم الله ببغيهم هذا أن حرّم ذلك عليهم جميعا إلّا ما كان من الشحوم في ظهور البقر والغنم وحواياهما أي الأمعاء حتّى المباعر.
ومن الآية : ١٥١ عقّب ما سبق بذكر سائر المحرمات : فالشرك ، وقتل الأولاد خشية الاملاق ، وقتل النفس الّتي حرّم الله ، ما ظهر منها وما بطن من الفواحش ، ومال اليتيم ، وبضمنها عدّ بعض الفرائض : فبالوالدين احسانا ، والوفاء بعهد الله ، والقسط في الكيل والميزان ، ورعاية العدالة في الشهادة ولو لذي القربى ،
__________________
(١) مجمع البيان ٤ : ٥٥٩.
(٢) مناقب ابن شهرآشوب ١ : ٥٠ ، ٥١.