وأقوى ، على دينك ، اعطيكه به. قال : قد قبلت. فقال : هو لك. فأعطاه أبو بكر عنه غلامه وأخذه فأعتقه (١).
وقال اليعقوبي : وأسلم خلق عظيم وظهر أمرهم وكثرت عدتهم وعاندوا ذوي أرحامهم من المشركين ؛ فأخذت قريش من استضعفت منهم الى الرجوع عن الاسلام والشتم لرسول الله ، فكان ممّن يعذّب في الله : عمّار بن ياسر وياسر أبوه وسمية امّه ... وخبّاب بن الأرت ، وصهيب بن سنان ، وابو فكيهة الأزدي ، وعامر بن فهيرة ، وبلال بن رباح واشتد على القوم العذاب ونالهم منه أمر عظيم ، فرجع عن الإسلام خمسة نفر ، منهم : أبو قيس بن الوليد بن المغيرة ، وأبو قيس الفاكه بن المغيرة (٢).
__________________
(١) ابن اسحاق في السيرة١ : ٣٣٩ ـ ٣٤٣ بتصرف. هذا وقد روى الإسكافي في نقض العثمانية عن ابن اسحاق والواقدي أن عامر بن فهيرة وبلالا اعتقهما رسول الله ، كما في شرح النهج للمعتزلي ١٣ : ٢٧٣. ولذلك عدّ ابن شهرآشوب بلالا من موالي النبي صلىاللهعليهوآله ج ١ : ١٧١. وقال ابن هشام في عامر بن فهيرة : أنّه كان أسود من مولدي الأسد ١ : ٢٧٧. ومعنى ما رواه ابن اسحاق هو أن أبا بكر لم يكن من المستضعفين فلم يعذّب في الله ، بل اطلق واعتق عددا منهم. ولكن ابن هشام ذكر أن نوفل بن خويلد بن أسد (ابن عم خديجة ، وهل هو أبو ورقة بن نوفل؟!) وكان من شياطين قريش ، قرن بين أبي بكر وطلحة بن عبد الله في حبل ، فبذلك كانا يسمّيان : القرينين ، كما في ابن اسحاق في السيرة١ : ٣٠١. وأضاف الجاحظ في العثمانية قال : ضربه نوفل بن خويلد مرتين حتّى أدماه ، وشدّه مع طلحة بن عبيد الله في قرن. وجعلهما في الهاجرة عمير بن عثمان ، ولذلك كانا يدعيان القرينين ، كما في العثمانية : ٢٨ وعنها في شرح النهج للمعتزلي ١٣ : ٢٥٣. وردّ عليه الإسكافي في نقض العثمانية فقال : انتم في أبكر بين أمرين : تارة تجعلونه رئيسا متّبعا وكبيرا مطاعا ، وتارة تجعلونه دخيلا ساقطا وهجينا رذيلا مستضعفا ذليلا ؛ فإنّا لا نعلم أن العذاب كان واقعا الّا بعبد أو عسيف (الأجير) أو لمن لا عشيرة له تمنعه. كما في شرح النهج للمعتزلي ١٣ : ٢٥٥.
(٢) اليعقوبي ٢ : ٢٨.