وقد بعثت إليك بابني أزها ابن الأصحم بن أبجر (١) ، فإنّي لا أملك الّا نفسي ، وان شئت أن آتيك فعلت يا رسول الله ، فإنّي أشهد أنّ ما تقول حقّ ، والسلام عليك يا رسول الله» (٢).
هذه هي اجابة النجاشي على كتاب النبيّ إليه في دعوته الى الإسلام ضمن كتبه الى الملوك والرؤساء بعد صلح الحديبية وقبل خيبر في أوائل السنة السابعة من الهجرة ، على ما يبدو من فحوى الرسالة ، كما في كلّ المصادر التأريخية تقريبا ، ومن المستعبد أن يكون كتاب النبيّ صلىاللهعليهوآله إليه وهذا الجواب من النجاشي عليه متزامنا مع بداية هجرة الحبشة كما يبدو هذا من الطبرسي في «اعلام الورى» عن الحاكم الحسكاني (٣).
ولنا عود على البحث في إرسال رُسله بكتبه إلى الملوك والرؤساء.
__________________
(١) في الروض الانف : أن عليا وجد أبا نيزر ابن النجاشي عند تاجر بمكّة فاشتراه منه واعتقه مكافأة لمّا صنع أبوه بالمسلمين. ويقال : إنّ الحبشة ارسلوا وفدا منهم الى أبي نيزر بعد أبيه النجاشي ليملّكوه فأبى عليهم وقال : ما كنت لا طلب الملك بعد أن منّ الله عليّ بالاسلام. ولم يكن لونه لون الحبشة بل كان حسن الوجه طويلا.
(٢) الطبري ٢ : ٦٥٣ عن ابن اسحاق ، وعنه في المستدرك ٢ : ٦٢٤ وعنه في إعلام الورى : ٤٦ واسد الغابة ١ : ٦٢ والكامل ٢ : ٦٣ والبداية ٣ : ٨٤ وزاد المعاد ٣ : ٦١ وصبح الاعشى ٦ : ٣٧٩ والمواهب اللدنية بشرح الزرقاني ٣ : ٣٧٩ والسيرة الحلبية ٣ : ٢٧٩ وسيرة زيني دحلان بهامش الحلبية ٣ : ٦٧. ومجموعة الوثائق السياسية : ٤٦ ، ومكاتيب الرسول ١ : ١٢١ ـ ١٣١. ومن الغريب مع كل هذه المصادر تشكيك السيد الحسني في سيرته في صحة رواية اسلام النجاشي بعد أن نقل رواية الرسالة عن البداية لابن كثير ، سيرة المصطفى : ١٨٣ ، ١٨٤.
(٣) وقد تزامن مع هذا الكتاب والجواب أمران آخران هما : خطبة النبيّ لأمّ حبيبة بواسطة