وقد بلّغت ونصحت فاقبلوا نصحي. والسلام على من اتبع الهدى (١).
فلمّا وصل الكتاب الى النجاشي أخذه ووضعه على عينيه ونزل عن سريره وجلس على الأرض اجلالا واعظاما ، ثمّ اسلم ودعا بحقّ من عاج وجعل فيه الكتاب (٢).
ثمّ أحضر جعفرا وأصحابه وأسلم على يدي جعفر وكتب بذلك الى رسول الله : «بسم الله الرّحمن الرّحيم ، الى محمّد رسول الله ، من النجاشي : الأصحم بن أبجر ، سلام عليك يا نبيّ الله ورحمة الله وبركاته ، من الله الّذي لا إله الّا هو ، الّذي هداني الى الإسلام.
أمّا بعد ؛ فقد بلغني كتابك ـ يا رسول الله ـ فيما ذكرت من أمر عيسى ، فو ربّ السماء والأرض إنّ عيسى ما يزيد على ما ذكرت ثفروقا (٣) انّه كما قلت. وقد عرفنا ما بعثت به إلينا ، وقد قرينا ابن عمك وأصحابه ، فأشهد أنّك رسول الله صادقا مصدّقا ، وقد بايعتك وبايعت ابن عمك ، وأسلمت على يديه لله ربّ العالمين.
__________________
(١) أقدم من نقله عن ابن اسحاق : الطبري ٢ : ٦٥٢ ثمّ الحاكم الحسكاني في المستدرك ٢ : ٦٢٤. ثمّ الطبرسي في إعلام الورى : ٤٥. ثمّ ابن الأثير في اسد الغابة ١ : ٦٢ والكامل ٢ : ٦٣. وروى الرسالة ابن كثير في البداية ٣ : ٨٤ وابن القيم في زاد المعاد ٣ : ٦١ وأشار ابن سعد في الطبقات ١ : ٢٥٨ ورواها المستوفي في الوثائق السياسة : ٤٦ عن مصادر منها اعلام السائلين لابن طولون. وبحث حولها المحقق الأحمدي في مكاتيب الرسول ١ : ١٢١ ـ ١٣١.
(٢) مكاتيب الرسول ١ : ١٢٨ عن الطبقات والسيرة الحلبية وزيني دحلان بهامش الحلبية ٣ : ٦٧.
(٣) الثفروق : قمع التمر ، ويكنّى به عن قلة الشيء ، يقال : ماله ثفروق ، أي ليس له شيء.