وعن ابن عبّاس قال : إذا سمعتموني احدّث عن رسول الله فلم تجدوه في كتاب الله أو حسنا عند الناس ، فاعلموا أني كذبت عليه (١).
وعن ابن مسعود قال : فانظروا ما واطأ كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فدعوه (٢).
وعن معاذ بن جبل قال : فاعرضوا على الكتاب كلّ شيء من الكلام ولا تعرضوه على شيء من الكلام (٣).
وأوصى ابيّ بن كعب رجلا فقال له : اتّخذ كتاب الله إماما وارض به قاضيا وحكما (٤).
وعن أبي بكر في خطبة له : فإن كانت للباطل غزوة ولأهل الحقّ جولة يعفو لها الأثر وتموت السنن ، فالزموا المساجد واستشيروا القرآن (٥).
ولن ينقضي العجب من بعض أهل الزيغ حيث نسب هذا القول ـ وهو عرض الحديث على القرآن ـ إلى أهل الزيغ فقال : وقد أمر الله عزوجل بطاعته ـ أي النبي صلىاللهعليهوآله ـ واتّباعه أمرا مطلقا لم يقيّد بشيء كما أمرنا باتّباع كتاب الله ، ولم يقل : ما وافق كتاب الله ، كما قال بعض أهل الزيغ (٦).
وأعجب من ذلك أنّ بعضهم نسب هذا الحديث إلى الزنادقة والخوارج! فقال : الزنادقة والخوارج وضعوا ذلك الحديث ، يعني ما روي عنه أنّه قال :
__________________
(١) عن سنن الدارمي ١ : ١٤٦.
(٢) عن المصنف ٦ : ١١٢ وجامع بيان العلم ٢ : ٤٢ ، وحياة الصحابة ٣ : ١٩١.
(٣) حياة الصحابة ٣ : ١٩٧ عن كنز العمّال ٨ : ٨٧ عن ابن عساكر.
(٤) عن حياة الصحابة ٣ : ٥٧٦ عن حلية الاولياء ١ : ٢٥٣.
(٥) البيان والتبيين ٢ : ٤٤ وعيون الأخبار لابن قتيبة ٢ : ٢٣٣. والعقد الفريد ٤ : ٦٠.
(٦) جامع بيان العلم ٢ : ٢٣٣ عن ابي عمر.