في سورة الجن بأنها كانت الاولى : (وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً)(١).
ونقل الطبرسي في «مجمع البيان» خبر سوق عكاظ عن البخاري ومسلم والواحدي باسنادهم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : انطلق رسول الله صلىاللهعليهوآله في طائفة من أصحابه عامدين الى سوق عكاظ ، وكان قد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وارسلت عليهم الشهب ، فلمّا رجعوا الى قومهم قالوا : ما ذاك الّا من شيء حدث فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها. فمرّ النفر الّذين أخذوا نحو تهامة بالنبي وهو بنخل (ومرّ في خبر الزهري : في نخلة) عامدين الى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر ، فلمّا سمعوا القرآن استمعوا له وقالوا : هذا الّذي حال بيننا وبين خبر السماء ، فرجعوا الى قومهم وقال : (إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً) فأوحى الله الى نبيّه : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِ)(٢) اذن فخبر سوق عكاظ وبطن نخلة لسورة الجن لا الأحقاف.
وقال الطبرسي : قال آخرون : امر رسول الله أن ينذر الجن ويدعوهم الى الله ويقرأ عليهم القرآن ، فصرف الله إليه نفرا من الجن من نينوى (العراق) فقال صلىاللهعليهوآله لأصحابه : اني امرت أن أقرأ على الجن الليلة ، فأيكم يتبعني؟ فاتّبعه عبد الله بن مسعود. قال عبد الله : ولم يحضر معه احد غيري ، فانطلقنا حتّى اذا كنا
__________________
(١) الجن : ٩ ، ١٠.
(٢) مجمع البيان ١ : ٥٤٤. ولا يوجد الخبر في أسباب النزول المطبوع للواحدي في الأحقاف ، ولم يذكر الجن.