قالوا للنبيّ صلىاللهعليهوآله : ائتنا بعذاب الله ، فقال سبحانه ما معناه : ان أمر الله آت وكل ما هو آت قريب ، فمعنى (أَتى أَمْرُ اللهِ) اي قرب أمر الله بعقاب هؤلاء المشركين المقيمين على الكفر والتكذيب بيوم القيامة وبعذاب الله ، وكانوا يستعجلونه كما حكى الله سبحانه عنهم قولهم : (فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ) فتقديره : قل لهؤلاء الكفار : لا تستعجلوا القيامة والعذاب فان الله سيأتي بكل واحد منهما في وقته وحينه كما تقتضيه حكمته (١).
ويدعم هذا المعنى ما رواه العياشي في تفسيره عن هشام بن سالم عن بعض أصحابه قال سألت الصادق عليهالسلام عن قول الله : (أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) فقال : اذا أخبر الله النبيّ صلىاللهعليهوآله بشيء الى وقت أنّه كائن فكأنه قد كان ، فهو قوله : (أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) حتّى يأتي ذلك الوقت (٢).
ومنها قوله سبحانه : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ)(٣).
وروى الطبرسي عن الكلبي قال : نزلت في المقتسمين ، وهم ستة عشر رجلا خرجوا الى عقاب مكّة أيام الحج على طريق الناس ، على كل عقبة أربعة منهم ، ليصدّوا الناس عن النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فاذا سألهم الناس عمّا انزل على رسول الله صلىاللهعليهوآله قالوا : أحاديث الأوّلين وأباطيلهم (٤) ونقل مثله في «المناقب» (٥).
__________________
(١) مجمع البيان ٦ : ٥٣٧.
(٢) تفسير العياشي ١ : ٢٥٤.
(٣) النحل : ٢٤ ، ٢٥.
(٤) مجمع البيان ٦ : ٥٤٩.
(٥) مناقب ابن شهرآشوب ١ : ٤٩.