فلحست جميع ما فيها من قطيعة رحم وظلم وجور ، وتركت اسم الله ، ونزل جبرئيل عليه فأخبره بذلك (١).
ورواه في «الخرائج والجرائح» فقال : حاصروا بني هاشم في الشِعب _ شِعب عبد المطّلب _ أربع سنين. فأصبح النبيّ يوماً وقال لعمه أبي طالب : إن الصحيفة التي كتبتها قريش في قطيعتنا قد بعث الله عليها دابة (الأرض) فلحَست كلَّ ما فيها غير اسم الله.
فقال أبو طالب : يابن أخي أفأصِر إلى قريش فاُعلمهم بذلك؟ قال : إن شئت.
فصار أبو طالب عليه السلام إليهم فاستبشروا بمصيره إليهم واستقبلوه بالتعظيم والا جلال وقالوا :
قد علمنا الآن أنّ رضا قومك أحبّ إليك مما كنت فيه ، أفتسلّم إلينا محمداً ، ولهذا جئتنا؟!
قال : يا قوم ، إني قد جئتكم بخبر أخبرني به ابن أخي محمد ، فانضروا في ذلك ، فإن كان كما قال فاتقوا الله وارجعوا عن قطيعتنا ، وإن كان بخلاف ما قال سلّمته إليكم واتّبعت مرضاتكم!
قالوا : وما الذي أخبرك؟!
قال : أخبرني : أن الله قد بعث على صحيفتكم دابّةً (الأرض) فلحسَت ما فيها غير اسم الله ، فحطّوها ، فإن كان الأمر بخلاف ما قال سلّمته اليكم (٢)!
وكانت قبل في الكعبة فخافوا عليها السرق (فجعلوها) عند اُمّ ابي جهل! فبعثوا إليها ، فوضعت بين أيديهم وخواتيمهم عليها.
__________________
(١) قصص الأنبياء للراوندي : ٣٢٩.
(٢) الخرائج والجرائح ١ : ١٤٢ الحديث ٢٣٠.