فقام المطعم بن
عدي بن نوفل بن مناف ، وهشام بن عمرو من بني عامر بن لؤي ، فقالوا : نحن براء من
هذه الصحيفة القاطعة العادية الظالمة ، ولن نمالي أحدا في فساد أمرنا. وتتابع على
ذلك ناس من أشراف قريش. فخرج القوم من شعبهم وقد أصابهم الجهد الشديد .
وقال ابن اسحاق في
السيرة : مشى هشام بن عمرو بن ربيعة الى زهير بن أبي أميّة ابن المغيرة المخزومي ـ
وكانت أمه عاتكة بنت عبد المطلب ـ فقال له : يا زهير ، أقد رضيت أن تأكل الطعام
وتلبس الثياب ... وأخوالك حيث قد علمت لا يباعون ولا يبتاع منهم؟! أمّا إني أحلف
بالله أن لو كانوا أخوال أبي الحكم بن هشام (أبي جهل) ثمّ دعوته الى ما دعاك إليه
منهم ما أجابك إليه أبدا.
قال : ويحك يا
هشام فما أصنع؟ انما أنا رجل واحد ، والله أن لو كان معي رجل آخر لقمت في نقضها
حتّى انقضها.
قال : قد وجدت
رجلا ، قال : فمن هو؟ قال : أنا ، قال : ابغنا رجلا ثالثا.
فذهب (هشام) الى
المطعم بن عدي فقال له : يا مطعم ، أقد رضيت ان يهلك بطنان من بني عبد مناف (بنو
هاشم وبنو المطّلب) وأنت شاهد على ذلك موافق لقريش فيه؟ أما والله لئن أمكنتموهم
من هذه لتجدنّهم إليها منكم سراعا!
قال : ويحك فما
أصنع؟ انما أنا رجل واحد. قال : قد وجدت ثانيا. قال : من هو؟ قال : أنا قال :
ابغنا ثالثا. قال : قد فعلت. قال : من هو؟ قال : زهير بن أبي أميّة. قال : ابغنا
رابعا.
فذهب (هشام) الى
أبي البختريّ بن هشام فقال له ما قال للمطعم. فقال : وهل من أحد يعين على هذا؟ قال
: نعم ، قال : من هو؟ قال : زهير ابن أبي أميّة والمطعم بن عدي ، وأنا معك. قال :
ابغنا خامسا.
__________________