وروى الشيخ الصدوق بسنده عن الصادق عليهالسلام قال : إنّ أبا طالب اظهر الكفر وأسرّ الايمان ، فلمّا حضرته الوفاة أوحى الله عزوجل الى رسول الله : اخرج منها فليس لك بها ناصر ، فهاجر الى المدينة (١).
ولكن روى الطوسي في أماليه بسنده عن هند بن أبي هالة الاسيدي ربيب رسول الله من خديجة قال : كان الله عزوجل يمنع عن نبيّه بعمه أبي طالب عليهالسلام ، فما كان يخلص إليه من قومه أمر يسوؤه مدة حياته. فلمّا مات أبو طالب نالت قريش من رسول الله بغيتها وأصابته بعظيم من الأذى حتّى تركته لقى فقال : لأسرع ما وجدنا فقدك يا عم ، وصلتك رحم ، وجزيت خيرا يا عم. ثمّ ماتت خديجة بعد أبي طالب بشهر ، واجتمع بذلك على رسول الله حزنان حتّى عرف ذلك فيه (٢).
وقال الشيخ الطبرسي في «إعلام الورى» : خرج النبيّ ورهطه من الشعب وخالطوا الناس ، ومات أبو طالب بعد ذلك بشهرين ، وماتت خديجة بعد ذلك ، وورد على رسول الله صلىاللهعليهوآله أمران عظيمان وجزع جزعا شديدا ، ودخل على أبي طالب وهو يجود بنفسه وقال : يا عم ربّيت صغيرا ونصرت كبيرا وكفلت يتيما ، فجزاك الله عني خير الجزاء (٣) ونقله تلميذه القطب الراوندي في «قصص الأنبياء» بلا اسناد عنه (٤).
وقال الراوندي في وفاة أبي طالب : توفي أبو طالب عمّ النبيّ وله صلىاللهعليهوآله ست وأربعون سنة وثمانية أشهر وأربعون يوما. ثمّ قال : والصحيح أن أبا طالب توفي في آخر السنة العاشرة من مبعث رسول الله صلىاللهعليهوآله. ثمّ توفيت خديجة بعد
__________________
(١) اكمال الدين : ١٧٢.
(٢) أمالي الطوسي : ٤٦٣ الحديث ٣٧ وعنه في بحارالانوار ١٩ : ٥٧.
(٣) إعلام الورى : ٥٢.
(٤) قصص الأنبياء : ٣٣٠.