أبي طالب بثلاثة أيام ، فسمّى رسول الله ذلك العام : عام الحزن (١).
وتبعهما ابن شهرآشوب في أن أبا طالب توفي بعد خروجه من الشعب بشهرين ، وأضاف تعيين السنة فقال : بعد النبوة بتسع سنين وثمانية أشهر. ثمّ قال : فلمّا توفي أبو طالب خرج النبيّ صلىاللهعليهوآله الى الطائف وأقام فيه شهرا ، ثمّ انصرف الى مكّة ومكث بها سنة وستة أشهر في جوار المطعم بن عدي (٢) فالمجموع احدى عشرة سنة وبضعة أشهر ، وهو خلاف المشهور في مدة مكث الرسول بمكّة قبل الهجرة.
أمّا ابن اسحاق فبعد أن ذكر الهجرة الى الحبشة وصحيفة المقاطعة وحصار الشعب وفكّه ، قال : ثمّ ان خديجة بنت خويلد وأبا طالب هلكا في عام واحد ، فتتابعت على رسول الله المصائب بهلاك خديجة ـ وكانت له وزير صدق على الاسلام يشكو إليها ـ وبهلاك عمه أبي طالب ، وكان له عضدا وحرزا في أمره ومنعة وناصرا على قومه. وذلك قبل مهاجره الى المدينة بثلاث سنين.
فلمّا هلك ابو طالب نالت قريش من رسول الله من الأذى ما لم تكن تطمع به في حياة أبي طالب ـ حتّى ـ حدّثني هشام بن عروة بن الزبير عن أبيه عن جده قال : اعترضه سفيه من سفهاء قريش فنثر على رأسه ترابا ، فدخل رسول الله بيته والتراب على رأسه ، فقامت إليه احدى بناته فجعلت تغسل عنه التراب وهي تبكي ، ورسول الله يقول لها : لا تبكي يا بنية ، فان الله مانع أباك. وقال : ما نالت مني قريش شيئا حتّى مات أبو طالب (٣).
__________________
(١) قصص الأنبياء : ٣١٧.
(٢) مناقب ابن شهرآشوب ١ : ١٧٣ ط قم.
(٣) ابن اسحاق في السيرة٢ : ٥٧ ، ٥٨ ثمّ روى هنا خبرا عن العباس بن عبد الله بن معبد عن بعض أهله عن ابن عباس ، في اجتماع وجوه من قريش الى أبي طالب عند ثقل حاله