ونقل الطبري عن عطاء عن يحيى بن يعمر أن أذرعات وبصرى هي أدنى أرض الشام الى العرب (١).
وعن أذرعات قال الطبري في تأريخه : مدينة أذرعات وبصرى من كور حوران من الشام (٢) بينما قال الحموي في «معجم البلدان» : بلد في أطراف الشام ممّا يلي البلقاء وعمّان (٣). وهذا هو الأدنى من أرض العرب في الحجاز دون بصرى وحوران الشام. وأمّا كسكر فانها من أرض السواد أي العراق كانت في أسفل دجلة بعد المدائن قرب الواسط ، ولعلّها هي أو قريبة من قلعة سكر ، وكانت الأدنى من أرض العرب من جهة العراق.
ونقل الطبرسي في «مجمع البيان» عن مجاهد أن المقصود من «أدنى الأرض» هو أدنى الأرض من أرض الشام الى أرض فارس يريد الجزيرة ، فهي أقرب أرض الروم الى فارس (٤) وقال الشيخ الطوسي في «التبيان» : والمراد أدنى الأرض الى جهة عدوّهم (٥) بينما قال الشيخ الطبرسي في «مجمع البيان» : كان بيت المقدس لأهل الروم كالكعبة للمسلمين فدفعتهم فارس عنه ، وهو قوله (فِي أَدْنَى الْأَرْضِ)(٦).
وما أسرع ما يتبادر الى الذاكرة تذكّر أن القرآن قد عبّر عن مسجد بيت المقدس بالمسجد الأقصى ، فليس مقبولا أن تكون الأرض أدنى والمسجد فيها المسجد الأقصى.
__________________
(١) الطبري ٢ : ١٨٥.
(٢) الطبري ١٠ : ١٢٢.
(٣) معجم البلدان ١ : ١٦٢.
(٤) مجمع البيان ٨ : ٤٦٠.
(٥) التبيان ٨ : ٢٢٩.
(٦) مجمع البيان ٨ : ٤٦٠.