وفي السنة الثامنة من ملك فوقا خرج عليه هرقل بن هرقل من افريقية ، وركب البحر بجيوشه والفاه هادئا ساكنا فسبق الى القسطنطينية ودخلها وقتل فوقا وتملك هو بمكانه بعده احدى وثلاثين سنة وخمسة أشهر.
وفي أوّل سنة من ملكه أرسل وفدا الى ملك الفرس ليصالحه فلم يجبه الى ذلك بل غزا أنطاكية وفاميّة وحمص وقيسارية وافتتحها ، وفي السنة الخامسة من ملكه افتتح الفرس البيت المقدس ، وبعد ثلاث سنين افتتحوا الاسكندرية ومصر ووصلوا الى النوبة وغزوا خلقيدونية فافتتحوها ، وفي السنة الخامسة عشرة من ملكه غزا الفرس جزيرة روديسيا فافتتحوها ، وأمر كسرى (پرويز) أن يؤخذ رخام الكنائس الّتي في جميع المدن الّتي فتحها الى المدائن.
ولكن في آخر هذه السنة غزا هرقل الفرس فافتتحوا مدينة كسرى وسبوا منها خلقا كثيرا وانصرفوا (١).
ويفيد تاريخ ابن العبري أن اجتماع عظماء الروم لخلع موريقي من الملك ونصب أخيه فطري بمكانه وفي النهاية تمليك البطريق فوقا كان بعد عشرين سنة من ملك موريقي واثنتي عشرة سنة من ملك خسرو پرويز (٢).
بينما يحكي الطبري عن الكلبي يقول : حتّى مرّ على ملك پرويز أربع عشرة سنة فخلع الروم موريقي وقتلوه وأبادوا ورثته ، وملّكوا عليهم رجلا يقال له فوقا.
فلمّا بلغ پرويز نكث الروم عهد موريقي وقتلهم اياه ، امتعض من ذلك وأنف منه ، وأخذته الحفيظة له ، وهرب ابن موريقي فالتجأ الى پرويز فآواه وملّكه على الروم ووجّه له الى بلاد الروم ثلاثة من قواده في جنود كثيفة (٣).
__________________
(١) مختصر تاريخ الدول لابن العبري الملطي ت ٦٨٥ ه : ٩٠ ـ ٩٢.
(٢) مختصر تاريخ الدول لابن العبري : ٩٠.
(٣) الطبري ٢ : ١٨١.