ثمّ تسمي رواية الطبري القواد الثلاثة على التوالي : دميران أو رميوزان ، والآخر : شاهين ، والثالث : فرّهان وتدعى مرتبته شهر براز. وتؤرخ لحملة القائد الأوّل : دميران على الشام وفلسطين وبيت المقدس خاصة بأربع وعشرين من ملك پرويز ، وهو يطابق ما في تأريخ ابن العبري : أن الفرس في السنة الخامسة من ملك هرقل افتتحوا البيت المقدس (١) وما في سائر التواريخ الفارسية والأجنبية : أنّ ذلك كان في السنة السادسة للبعثة و ٦١٥ م (٢).
وتؤرخ ـ رواية الطبري عن الكلبي ـ لحملة القائد الآخر ، شاهين على إفريقيا ومنها مصر والاسكندرية خاصة بسنة ثمان وعشرين من ملك پرويز ، وهذا يقارب من تأريخ ابن العبري لذلك حيث قال : وبعد ثلاث سنين ـ من فتح بيت المقدس ـ افتتحوا الاسكندرية ومصر ووصلوا الى بلاد النوبة (٣) (أي في سنة ٦١٨ م).
وتؤرخ رواية الطبري عن الكلبي لحملة القائد الثالث : فرّهان وتدعى مرتبته شهر براز متّجها الى القسطنطينية بأمرين : أولا بقتل فوقا الملك وتملك هرقل ، وهذا كان في سنة ٦١٠ م سنة البعثة ، بعد ثماني سنين من قتل موريقي وتملّك فوقا وبدء الحملات ٦٠٢ م. وتؤرّخ لها ـ ثانيا ـ بحملة هرقل على مملكة الفرس حتّى كان قريبا من المدائن ، ويؤرّخ ابن العبري لذلك بالسنة الخامسة عشرة من ملك هرقل ، أي سنة ٦٢٥ م ، والفاصل بين التأريخين : خمس عشرة سنة ، ممّا لا يحتمل
__________________
(١) مختصر تاريخ الدول : ٩١.
(٢) بالفارسية : تاريخ ايران قديم : ٢٢٢ تأليف : پيرنيا ، وعن الترجمة الفارسية : تاريخ ايران للجنرال السير پرسي سايكس ١ : ٦٦٥ ـ ٦٧٠. هذا اذا بنينا على أن ميلاد الرسول كان في السنة الأربعين من ملك كسرى و ٥٧٠ م وأن بعثته كانت في ٦١٠ م.
(٣) مختصر تأريخ الدول : ٩١ ، ٩٢.