معه أن تكون الحملة حملة واحدة ، بل حملتين هما مع حملتي القائدين السابقين تكون الحملات في رواية الطبري عن الكلبي أربع حملات على التوالي : شهر براز فرّهان في ٦١٠ م ودميران في ٦١٥ م وشاهين في ٦١٨ م وشهر براز فرّهان أيضا في ٦٢٥ م. اولى هذه الحملات في سنة ٦١٠ م أي بعد قتل موريقي واستخلاف فوقا بثمان سنين بينما الحملات ـ ولا سيّما الاولى ـ موصوفة بأنها كانت للانتقام لحمي پرويز موريقي ولتمليك ابنه اللاجئ الى پرويز بعد ابيه ، فهل كان ذلك بعد هذه المدة؟! ولا تذكر التواريخ الاسلامية حملة قبل ذلك.
ولكن التواريخ الفارسية والأجنبية تؤرّخ لحملة في سنة ٦٠٥ م حاصرت مدينة دارا فيما بين النهرين وافتتحتها بعد عدة أشهر. وفي سنة ٦٠٧ م لثلاث سنين قبل البعثة سخّرت مدن ديار بكر : آمد ، وإدس ، وحرّان ، وقلاعا روميّة اخرى ، وعبرت الفرات في سورية واستولت على مدينة حلب وتقدمت حتّى قرب بيروت الحالية (١) وعن هذه الحملات قال ابن العبري : فلمّا بلغ كسرى بن هرمز قتل موريقي ، نقض العهد وغزا دارا فافتتحها وافتتح أيضا آمد وحلب ، ثمّ عطف على قنسرين ورجع الى الرّها (٢).
وهنا تأتي الحملة الاولى الّتي ذكرتها رواية الطبري عن الكلبي للقائد الفارسي : فرّهان والّذي تدعى مرتبته : شهر براز : أمره كسرى (پرويز) فقصد القسطنطينية وخرّب بلاد الروم غضبا ممّا انتهكوا من موريقي وانتقاما له منهم حتّى أناخ في ضفة الخليج القريب من القسطنطينية وخيّم هناك ، ولم يخضع لابن موريقي
__________________
(١) بالفارسية : تاريخ ايران قديم : ٢٢٢ تاليف : پيرنيا ، وعن الترجمة الفارسية : تاريخ ايران للسير پرسي سايكس ١ : ٦٦٥ ـ ٦٧٠.
(٢) مختصر تاريخ الدول : ٩١.