ثمّ يقول عكرمة : فأهلك الله كسرى وجاء الخبر الى رسول الله يوم الحديبية ، ففرح ومن معه (١).
بينما روى رواية اخرى عن يحيى بن يعمر : أن كسرى (پرويز) بعث شهربراز بجيش الى الشام ، وبعث قيصر الروم (هرقل) بجيش من الروم لدفع شهربراز ، عليهم رجل يقال له قطمة ، فالتقيا ببصرى وأذرعات ـ وهي أدنى الأرض إليكم ـ فلقيت فارس الروم فغلبتهم فارس ، ففرح بذلك كفار قريش وكرهه المسلمون فأنزل الله (الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ) فلم يبرح شهربراز يطؤهم ويخرّب مدائنهم حتّى بلغ خليج القسطنطينية ، ثمّ مات كسرى (پرويز) فبلغهم موته ، فانهزم شهربراز وأصحابه ، وعند ذلك اديلت عليهم الروم فاتّبعوهم يقتّلونهم (٢).
فهاتان الروايتان عن يحيى بن يعمر ومن قبل عن عكرمة ، تتفقان على أن غلبة الفرس على الروم كانت بأذرعات من أواخر أراضي الشامات الى صحراء العرب ، وأن غلبة الروم على الفرس كانت بموت كسرى وهزيمة شهربراز وأصحابه وهجوم الروم عليهم حينئذ ، وأن الخبر بذلك جاء رسول الله يوم الحديبية ففرح ومن معه.
وهذا يتّفق مع ما حكاه الطبري عن الكلبي أن بعثة الرسول كانت في العشرين من ملك كسرى پرويز ، وهجرته كانت في الثلاث والثلاثين من ملكه (٣) أو لمضي اثنتين وثلاثين سنة وخمسة اشهر ، وكان ملكه ثمانيا وثلاثين سنة (٤).
__________________
(١) الطبري ٢ : ١٨٦ وفي التفسير ٢٠ : ١٣ ، ١٤.
(٢) الطبري ٢ : ١٨٥.
(٣) الطبري ٢ : ١٨٧.
(٤) الطبري ٢ : ٢١٨ و ٢٢٧ و ٢٢٩.