أمّا القول الّذي رواه الطوسي عن أبي سعيد الخدري (١) والطبرسي عن مقاتل (٢) أنه لما كان يوم بدر وغلب المسلمون كفار مكّة أخبر رسول الله أن الروم غلبت فارسا ... فان يوم بدر كان في منتصف السنة الثانية للهجرة ، أي قبل موت كسرى پرويز وهزيمة الفرس أمام الروم بخمس سنين أو خمس سنين وستة أشهر ، واذ ذاك لم يؤرّخ للروم انتصار على الفرس ولم تؤرّخ على الفرس هزيمة أمام الروم بل كانت الفتوحات تتوالى لهم على الروم.
ولكن ممّا وقع على عهد خسرو پرويز ما ذكره الطبري قال : ومن ذلك ما كان من أمر ربيعة والجيش الّذي كان أنفذه إليهم كسرى پرويز لحربهم فالتقوا بذي قار ، وذكر عن النبيّ ـ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ـ أنّه لمّا بلغه ما كان من هزيمة ربيعة لجيش كسرى قال : «هذا أوّل يوم انتصفت فيه العرب من العجم ، وبي نصروا» (٣).
وقد قال المسعودي : وفي ملك پرويز كان حرب ذي قار ، وهو اليوم الّذي قال فيه النبيّ ـ صلّى الله عليه و [آله] وسلّم ـ : «هذا أوّل يوم انتصفت فيه العرب من العجم ، ونصرت عليهم بي» وفي رواية أنها كانت بعد وقعة بدر بأشهر وكانت بين بكر بن وائل والهامرز صاحب كسرى پرويز (٤) فمن المحتمل قويا أن يكون الانتصار الّذي جاء الخبر به الى رسول الله فأخبر به أصحابه هو انتصار العرب على الفرس دون الروم.
أمّا وقعة أذرعات وكسكر ، فلم أجد فيما بيدي من كتب التأريخ الرومي والفارسي والعربي نقلا عنهما شيئا يخصّهما ، والمحتمل القريب من الحملات الّتي
__________________
(١) التبيان ٨ : ٢٢٨.
(٢) مجمع البيان ٨ : ٤٦١.
(٣) الطبري ٢ : ١٩٣ و ٢٠٧.
(٤) مروج الذهب ١ : ٣٠٧ وذكر الخبر اليعقوبي ١ : ٢١٤ ، ٢١٥.