ومنها قوله سبحانه : (يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ)(١) روى الطبرسي في «مجمع البيان» عن مقاتل والكلبي قالا : نزلت في المستضعفين من المؤمنين بمكّة امروا بالهجرة عنها (٢).
ومنها قوله سبحانه : (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(٣) روى الطبرسي في «مجمع البيان» عن مقاتل والكلبي قالا : نزلت في جماعة كان يؤذيهم المشركون بمكّة فامروا بالهجرة الى المدينة ، فقالوا : كيف نخرج إليها وليس لنا بها دار ولا عقار ، ومن يطعمنا ومن يسقينا؟ فنزلت فيهم (٤).
وتختم السورة توصيتها المسلمين بالصبر والجهاد بقوله سبحانه : (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ).
واختلف الخبر هنا عن ابن عباس في آخر سورة نزلت بمكّة قبل الهجرة ، فبينما يروي الطبرسي في «مجمع البيان» عن الحاكم الحسكاني عن عطاء عن ابن عباس أنّه ذكر في آخر السور المكية بعد العنكبوت : سورة المطفّفين (٥) وكذلك الزركشي في «البرهان» والسيوطي في «الاتقان» (٦) وابن النديم في «الفهرست» عن محمّد بن النعمان بن بشير الأنصاري ، ولكنه قال : ويقال انها مدنية (٧) والسيوطي في «الاتقان» نقل خبرا آخر عن ابن عباس وآخر عن البيهقي عن عكرمة
__________________
(١) العنكبوت : ٥٦.
(٢) مجمع البيان ٨ : ٤٥٥.
(٣) العنكبوت : ٦٠.
(٤) مجمع البيان ٨ : ٤٥٥.
(٥) مجمع البيان ١٠ : ٦١٣.
(٦) الاتقان : ١ : ١١ عن ابن ضريس من القرن الخامس.
(٧) الفهرست : ٣٧ ط مصر.