الصامت بثلاث وسائط (١) ، وبطريق آخر عنه بواسطتين (٢) وخبر العقبة الثانية عن كعب بن مالك الخزرجي بواسطة ابنه معبد عن أخيه عبد الله عن أبيه كعب (٣) وخبر أسر سعد بن عبادة عن عبد الله بن أبي بكر عنه (٤).
ويوهم قوله : كانت البيعة الاولى على بيعة النساء ، وذلك أن الله لم يكن قد أذن لرسوله ـ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ـ في الحرب ، فلمّا أذن الله له فيها وبايعهم رسول الله (٥) وقوله : وكان رسول الله قبل بيعة العقبة لم يؤذن له في الحرب ولم تحلل له الدماء ... فلمّا عتت قريش على الله عزوجل ... أذن الله عزوجل لرسوله في القتل والانتصار ممن ظلمهم وبغى عليهم ... بلغني عن عروة بن الزبير وغيره من العلماء : أن أوّل آية انزلت في اذنه له في الحرب وإحلاله له الدماء والقتال لمن بغى عليهم قول الله تبارك وتعالى : (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)(٦) ... فلمّا أذن الله تعالى له في الحرب وبايعه هذا الحيّ من الأنصار (٧) يوهم قوله هذا : أن الاذن له بالحرب صدر بهذه الآية قبل بيعة الحرب في العقبة الثانية قبل الهجرة ، ولذلك بايعهم النبيّ بيعة الحرب.
ويردّه ما رواه ابن اسحاق عن معبد بن كعب عن اخيه عبد الله بن كعب عن أبيه كعب بن مالك : أن العبّاس بن عبادة بن نضلة قال له : إن شئت لنميلنّ
__________________
(١) م. ن ٢ : ٧٥.
(٢) م. ن ٢ : ٧٦.
(٣) م. ن ٢ : ٨١.
(٤) ابن اسحاق ٢ : ٩٢.
(٥) م. ن ٢ : ٩٧.
(٦) الحج : ٣٩.
(٧) ابن اسحاق في السيرة ٢ : ١١٠ ـ ١١١.