وابن اسحاق يبدأ في خبر اسلام الأنصار ، فيذكر عرض الرسول نفسه على العرب ولقاءه بالستة من الخزرج عند العقبة ، وأنهم : أجابوه فيما دعاهم إليه بأن صدّقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الاسلام ... ثمّ انصرفوا عن رسول الله راجعين الى بلادهم وقد آمنوا وصدّقوا. ثمّ يسمّيهم. ولا يذكر شيئا عن البيعة ولا يسمّيهما «بيعة النساء» ولا «العقبة الاولى» وابن شهرآشوب سماهما : بيعة العقبة الاولى ، وبيعة النساء. والعقبة الاولى الّتي اضيف فيها الى الستة الاولى ستة آخرون فكان الجميع اثني عشر رجلا وبعث معهم مصعب بن عمير ، يسمّيها : العقبة الثانية. والعقبة الثانية الّتي كان الأنصار فيها : ثلاثة وسبعين رجلا وامرأتين يسمّيها بيعة الحرب ، وهي كذلك ، ولكنه يجعلها البيعة الثالثة في السنة القابلة أي الثالثة. ولعلّ منشأ الشبهة له هو أن ابن اسحاق او ابن هشام لا يسمي اللقاء الأوّل (١) ، ويسمي اللقاء الثاني بالعقبة الاولى (٢) ويسمي اللقاء الثالث بالعقبة الثانية (٣) ثمّ يعود على شروط هذه البيعة بعنوان : شروط البيعة في العقبة الأخيرة : قال ابن اسحاق : وكانت بيعة الحرب (٤) فلعله وهم أن البيعة الأخيرة بيعة الحرب غير بيعة العقبة الثانية ، فهي الثالثة.
وابن اسحاق يروي الخبر الأوّل عن اللقاء الأوّل للنبيّ بالستة من الخزرج عن عاصم بن عمر بن قتادة عن أشياخ قومه (٥) وخبر العقبة الاولى عن عبادة بن
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ١ : ١٠.
(٢) م. ن ٢ : ٧٣.
(٣) م. ن ٢ : ٨١.
(٤) م. ن ٢ : ٩٧.
(٥) م. ن ٢ : ٧٠.