(ابن عمه) مصعب بن عمير بن هاشم ، فنزل دار أسعد بن زرارة ، فاجتمعوا عليه وأسلم اكثرهم. أمّا لما ذا نزل دار أسعد بن زرارة؟
فقد مرّ في أخبار حصار قريش لبني هاشم في شعب أبي طالب رضى الله عنه عن الطبرسي في «إعلام الورى» عن علي بن ابراهيم القمي قال : كان بين الأوس والخزرج حرب قد بغوا فيها دهورا طويلة ، وكانوا لا يضعون السلاح لا بالليل ولا بالنهار ، وكان آخر حرب بينهم «يوم بعاث» وكانت للأوس على الخزرج.
وكان عبد الله بن ابيّ بن سلول شريفا في الخزرج ، ولكنه لم يدخل مع قومه الخزرج في حرب بعاث ولم يعنهم على الأوس وقال : هذا ظلم منكم للأوس ولا اعين على الظلم. فرضيت به الأوس والخزرج واجتمعوا على أن يملّكوه عليهم لشرفه وسخائه ، وحتّى أنهم اتخذوا له اكليلا احتاجوا في تمامه الى واسطة كانوا يطلبونها ...
وكان أسعد بن زرارة (الخزرجي من بني النجار أخوال الرسول) صديقا لعتبة بن ربيعة المخزومي ، فخرج هو وذكوان الى مكّة في عمرة رجب يسألون الحلف على الأوس ، فلمّا نزل على عتبة قال له : انّه كان بيننا وبين قومنا حرب ، وقد جئناكم نطلب الحلف عليهم.
فقال عتبة : بعدت دارنا عن داركم ، ولنا شغل لا نتفرغ معه لشيء! قال أسعد : وما شغلكم وأنتم في حرمكم وأمنكم؟
قال له عتبة : خرج فينا رجل يدّعي أنّه رسول الله ، سفّه أحلامنا وسبّ آلهتنا وأفسد شبابنا وفرّق جماعتنا.
فقال له أسعد : من هو منكم؟ قال : ابن عبد الله بن عبد المطلب ، من أوسطنا شرفا وأعظمنا بيتا.
__________________
(١) صفحة : ٦٢٥ فما بعدها.