قالوا : وما هو؟ قال : يجتمع من كل بطن من بطون قريش واحد ، ويكون معهم من بني هاشم رجل ، فيأخذون سكّينة أو حديدة أو سيفا فيدخلون عليه فيضربونه كلهم ضربة واحدة حتّى يتفرق دمه في قريش كلها فلا يستطيع بنو هاشم أن يطلبوا بدمه وقد شاركوا فيه ، فان سألوكم أن تعطوا الدية فاعطوهم ثلاث ديات. فقالوا : نعم وعشر ديات ... ثمّ قالوا : الرأي رأي الشيخ النجدي. ونزل جبرئيل على رسول الله وأخبره الخبر (١).
وروى الطوسي في أماليه بسنده عن أبي عبيدة بن محمّد بن عمار بن ياسر حديثا في مبيت علي عليهالسلام على فراش رسول الله وهجرته الى المدينة ، صدره عن سنان بن أبي سنان عن هند بن أبي هالة ربيب رسول الله صلىاللهعليهوآله من خديجة ، وسايره عن أبيه محمّد بن عمار عن أبيه عمار بن ياسر ، وعن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه أبي رافع مولى النبيّ صلىاللهعليهوآله ، قالوا :
انطلق ذوو الطول والشرف من قريش الى دار الندوة ليرتاءوا ويأتمروا في رسول الله صلىاللهعليهوآله وأسرّوا ذلك فيما بينهم.
فقال بعضهم ـ وهم العاص بن وائل السهمي وأميّة بن أبي خلف الجمحي ـ نبني له علما ويترك برحا نستودعه فيه ، فلا يخلص إليه أحد من الصباة فيه ، ولا يزال في رفق من العيش حتّى يتضيّفه ريب المنون.
فقال أبو سفيان وعتبة وشيبة ابنا ربيعة : إنا نرى أن نرحل بعيرا صعبا ونوثق محمّدا عليه كتافا وشدّا ، ثمّ نقصع البعير بأطراف الرماح فيوشك أن يقطعه بين الدكادك اربا اربا!
فقال صاحب رأيهم : إنكم لم تصنعوا بقولكم هذا شيئا ، أرأيتم إن خلص به البعير سالما الى بعض الأفاريق فأخذ بقلوبهم سحره وبيانه وطلاقة لسانه فصبأ
__________________
(١) تفسير القمي ١ : ٢٧٣ ـ ٢٧٥