معه من ضعفاء المؤمنين وأمرهم أن يتسلّلوا ويتحفّظوا اذا ملأ الليل بطن الوادي الى ذي طوى (١).
ونقل ابن شهرآشوب في «المناقب» عن البكري والطبراني والنجدي والواقدي : أن عليا عليهالسلام لما عزم على الهجرة قال له العباس : ان محمّدا صلىاللهعليهوآله ما خرج الا خفيا ، وقد طلبته قريش أشدّ الطلب ، وأنت تخرج جهارا في إناث وهوادج ومال ورجال ونساء وتقطع بهم السباسب والشعاب من بين قبائل قريش؟! ما أرى لك أن تمضي الا في خفارة خزاعة. فقال علي عليهالسلام :
انّ المنيّة شربة مودودة |
|
لا تنزعنّ ، وشدّ للترحيل |
انّ ابن آمنة النبيّ محمّدا |
|
رجل صدوق قال عن جبريل |
أرخ الزّمام ولا تخف من عائق |
|
فالله يرديهم عن التنكيل |
اني بربّي واثق وبأحمد |
|
وسبيله متلاحق بسبيلي |
قالوا : فكمن مهلع غلام حنظلة بن أبي سفيان في طريقه بالليل ، فلمّا رآه سلّ سيفه ونهض إليه ، فصاح عليّ صيحة فخرّ منها على وجهه وجلّله بسيفه ، فلمّا أصبح توجه نحو المدينة ، فلمّا شارف ضجنان أدركه الطلب ثمانية فوارس (٢).
وخرج علي عليهالسلام بفاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وامّه فاطمة بنت أسد ابن هاشم ، وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب ـ وقيل : هي ضباعة ـ وتبعهم أيمن ابن أم أيمن مولى رسول الله وأبو واقد رسول رسول الله ، فجعل يسوق بالرواحل فأعنف بهم ، فقال علي عليهالسلام : ارفق بالنسوة أبا واقد! إنهنّ من الضعائف. قال : اني أخاف أن يدركنا الطلب. فقال علي عليهالسلام : اربع عليك ، فان رسول الله قال لي :
__________________
(١) أمالي الطوسي ٢ : ٨٤ وعنه في البحار ١٩ : ٦٤.
(٢) مناقب آل أبي طالب ٢ : ٥٩.