الاجتماعية والسياسيّة والاقتصاديّة ، وعلاقات الجزيرة بما جاورها ، ودرس كلّ ذلك من خلال كتابات المؤرخين والاخباريين القدماء منهم والمحدثين ، ولكنّه أهمل كتابات المستشرقين والآثاريين ، ولا سيما كتاب ولفنسن حول تاريخ اللغات السامية ، وكاد يهمل كتاب مؤرخ العصر لاُستاذنا البحر جواد علي ، فلم يلتفت إليه إلّا في موقف عابر حول تفشّي المجوسية بين بعض القبائل العربيّة ، في الوقت الذي وقف فيه وقفات كثيرة مع كتاب العصر الجاهلي لاُستاذنا طيّب الذكر الدكتور شوقي ضيف.
وسلّط الضوء في الفصل الثاني على نشأة النبي الكريم صلوات الله عليه وآله منذ ولادته إلى انتقال المرتضى لبيته وكفالته وما دار حولها من أخبار.
ودراسة أخبار هذه الحقبة من الزمن والحقبة التي سبقتها يكتنفها الغموض في أغلب جوانبها على الرغم من كثرة ما كتب عنها ، وتحيط بها حكايات كثيرة تراوح بين الاسطورة والواقع ، ومن الصَّعب التوثق من صحّتها لا في كتب مدرسة أهل الحديث ولا في كتب مدرسة أهل البيت ، ولا في كتب الآثاريين والمؤرخين ، لأسباب لسنا بصدد بحثها ، ولكنّ الأحداث تبدو أكثر وضوحاً واقتراباً إلى الواقع على الرغم من شديد اختلاطها حينما تصل إلى حكاية حفر بئر زمزم.
وكان من مباحث الفصل الثاني المهمة مبحث عمر خديجة رضوان الله عليها يوم تزوجها الرسول.
ومبحث تاريخ ميلاد الزهراء عليها السلام ، وما ورد فيه من اختلاف يصل إلى عشر سنوات بين مدرسة أهل الحديث وبين مدرسة أهل البيت ، فذكر ما ورد من أخبار أهل البيت حول ولادتها عليها السلام ، وما ورد عن غيرهم ، ومن بين الروايات التي ذكرها رواية عن الشيخ المفيد التي ذهب فيها إلى أن ولادتها كانت (سنة اثنتين من المبعث) ، وقال : «وتبعه تلميذه الشيخ الطوسي فقال في المصباح : في اليوم العشرين