وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)(١).
وفي سورة قريش إشارة إلى تجارتهم في الصيف إلى اليمن (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)(٢).
يقول جرجي زيدان : «إنّ الآثار التي ظهرت من الحفريات الاثرية للمستشرقين تدل على الحضارة الراقية في اليمن من سد مارب وفي صنعاء ، ومدينة بلقيس. وكانت في مدينة مأرب (وهي مدينة سبأ) قصور عالية قد زينت ابوابها وسقوفها بالذهب ، ووجد بها أوان من الذهب والفضة ، وسرر معدنية كثيرة» (٣).
وروى الشيخ الطبرسي عن فروة بن مسيك قال : سألت رسول الله صلىاللهعليهوآله عن سبأ أرجل هو أم امرأة؟ فقال هو رجل من العرب ولد عشرة ، تيامن منهم ستة وتشاءم اربعة ، فأمّا الذين تيامنوا فالازد وكندة ومذحج والأشعريون وأنمار وحمير. فقال رجل من القوم : ما أنمار؟ قال : الذين منهم خثعم وبجيلة ، وأمّا الذين تشاءموا فعاملة وجذام ولخم وغسّان (٤).
وفي «الكافي» باسناده عن سدير : قال : سأل رجل أبا عبد الله عليهالسلام عن قول
__________________
(١) سبأ : ١٥ ـ ٢٠.
(٢) قريش : ١ ـ ٤.
(٣) بالفارسية : تمدن اسلام وعرب : ٩٦.
(٤) مجمع البيان ٨ : ٦٠٤ ، طبعة بيروت.