فقبل القائد اليوناني هداياهم وانصرف عن تسخير الجزيرة (١).
٢ ـ القسم المركزي والشرقي من الجزيرة يسمى الصحراء العربية وفيها صحراء النجد ، وهي أراضي مرتفعة نسبيّا وفيها قرى عامرة كذلك ، منها «الرياض» التي أصبحت في سلطة آل سعود عاصمة لهم ، وهي الآن مدينة كبيرة.
٣ ـ القسم الجنوبي الغربي للجزيرة يسمّى : اليمن ، طولها من الشمال إلى الجنوب يقرب من سبعمائة وخمسين كيلومتر ، ومن الغرب إلى الشرق يقرب من اربعمائة كيلومتر ، وتقرب مساحتها من ستين ألف ميل مربع ، في جنوبها مدينة : عدن ، وهي اكبر مدن اليمن ، ويحدها من الشمال صحراء نجد ومن المشرق صحراء الربع الخالي ، ومن المغرب البحر الاحمر ، وأكبر موانئها ميناء : الحديدة.
واليمن هي اخصب نقاط الجزيرة واكثرها بركة ونعمة ، ولها تأريخ حضاري عظيم ، فهي مملكة التبابعة الذين حكموها سنين طويلة. وكانت المركز التجاري المهم ومفترق الطرق ، وبها الاحجار الكريمة والذهب والفضة. وبها آثار حضارية ما زالت باقية حتّى اليوم. وهذا يعني أنّ عرب اليمن كانوا قد بنوا هذه الآثار المهمة بهممهم العالية في عهد لم تتوفر فيه الامكانات لهذه الاعمال الضخمة. وكانوا قد تقدموا في الزراعة والري إلى حد تقرير البرامج المقررة والمنفذة حكوميا بدقة.
فمن آثارهم التاريخية ذلك السد المعروف بسد مأرب ، والذي ما زالت آثاره باقية ، وهو الذي تهدم بالسيل الذي اطلق عليه القرآن الكريم قوله سبحانه (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ) وذلك حيث قال تعالى (لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ
__________________
(١) بالفارسيّة ، تمدن اسلام وعرب : ٩٤.