وأمّا الحلّ (*) فتقريبه أن يقال : إنّ هذا العلم الإجمالي منحلّ بموارد الأخبار.
__________________
(*) كتب المقرّر في أوراق ملحقة ما يلي : هذه المقدمة ذكرها الأستاذ في الدورة المتأخرة عن دورة الكتابة المتنية وهي مقدمة لحل دليل الأخباري العقلي على لزوم اجتناب محتمل الحرمة.
بسم الله وله الحمد ومنه العون
(فائدة مهمّة)
العلم الإجمالي بنجاسة أحد الإناءين مع العلم التفصيلي بنجاسة أحدهما بعينه يتصور على وجوه :
أحدها : أن يتقارن العلمان الإجمالي والتفصيلي وفي هذه الصورة ينحل العلم الإجمالي الذي ملاكه العلم بالجامع والشك في التشخيص بمعنى الترديد في الخصوصية وذلك لأنّ الإناء اليميني معلوم النجاسة تفصيلا والنجاسة الواحدة بحسب نوعها يستحيل أن تؤثّر في إناء واحد نجاستين إذا تكررت ضرورة أنّ المتنجس بالدم مثلا لا يتنجس بالدم ثانيا فقد خرج الإناء اليميني عن كونه محتمل النجاسة إلى كونه مقطوعها بمعنى أنّه لم يمر عليه زمان كان محتمل النجاسة حسب ، وبعبارة اخرى أنّ هذا الشك شك في توجه التكليف للمكلّف باجتناب محتمل النجاسة وهو الإناء اليساري وهو مجرى للبراءة فليس هنا علم إجمالي بتكليف الزامي.
ودعوى : أنّ العلم التفصيلي في المقام لا يوجب انحلال العلم الإجمالي ، لعدم التنافي بين العلمين فإنّ متعلّق العلم الإجمالي هو مفهوم أحدهما الذهني ، ومتعلّق العلم التفصيلي هو ذات المعيّن ، وهو مباين لمتعلّق العلم الإجمالي ؛ لأنّ كلّ ذات من الخارجيّين ذات للمعلوم الإجمالي لا بصفة كونه معلوما إجماليّا ، بخلاف متعلّق العلم التفصيلي فإنّه الذات الخارجيّة بما هي معلومة تفصيلا كما أفاده بعض الأساطين ـ مقالات الاصول ٢ : ١٨٧ ـ لا يخفى ما فيها ، فإنّه وإن لم يكن تناف بين العلمين إلّا أنّ هنا تنافيا بين المعلومين ؛ لأنّ الإناء المعيّن لا يتنجّس نجاستين بنجس واحد يصيبه مرّتين ، وحينئذ فقوام العلم الإجمالي