نعم ، قوله : (حتى تعلم) يدلّ على استمرار المغيّى ، لكنّ المغيّى به الحكم المنشئ للطهارة ، يعني : هذا الحكم الظاهري مستمرّ له إلى كذا ، لا أنّ الطهارة الواقعيّة المفروغ عنها مستمرّة ظاهرا إلى زمن العلم.
ومنها : قوله عليهالسلام : (الماء كلّه طاهر حتى تعلم أنّه نجس). وهو وإن كان متّحدا مع الخبر السابق من حيث الحكم والغاية إلّا أنّ الاشتباه في الماء من غير جهة عروض النجاسة للماء
____________________________________
أنّ كلّ شيء بعنوانه الأوّلي طاهر حتى تعرضه النجاسة.
الثاني : أن يكون المراد منها هو الحكم بالطهارة الظاهريّة للشيء المشكوك كما عليه المشهور ، بأن يكون العلم قيدا للموضوع دون المحمول ، فيكون المعنى : كلّ شيء لم تعلم نجاسته طاهر.
الثالث : أن يكون المراد بها قاعدة الاستصحاب ، بأن يكون المعنى : إنّ كلّ شيء طهارته مستمرة إلى زمان العلم بالنجاسة.
الرابع : أن يكون المراد بها الأعمّ من الطهارة الواقعيّة والظاهريّة ، بأن يكون المعنى : إنّ كلّ شيء معلوم العنوان أو مشكوكه طاهر بالطهارة الواقعيّة في الأوّل ، وبالطهارة الظاهريّة في الثاني إلى زمان العلم بالنجاسة.
الخامس : أن يكون المراد منها الطهارة الظاهريّة والاستصحاب ، كما عليه صاحب الفصول ، بأن يكون المعنى : إنّ كلّ شيء مشكوك العنوان طاهر ظاهرا ، وطهارته مستمرة إلى زمان العلم بالنجاسة ، فيكون المعنى ـ وهو قوله عليهالسلام : (طاهر) ـ إشارة إلى زمان العلم بالنجاسة.
السادس : أن يكون المراد بها الطهارة الواقعيّة والاستصحاب ، كما في الكفاية بأن يكون المغيّى إشارة إلى الطهارة الواقعيّة وأنّ كلّ شيء بعنوانه الأوّلي طاهر ، وقوله عليهالسلام : (حتى تعلم) إشارة إلى استمرار الحكم إلى زمان العلم بالنجاسة.
السابع : أن يكون المراد منها الطهارة الواقعيّة والظاهريّة والاستصحاب. هذا تمام الكلام في الاحتمالات وقد تقدّم بعضها في المتن ، ومن يريد التحقيق فيها فعليه بالكتب المبسوطة.
(ومنها : قوله عليهالسلام : (الماء كلّه طاهر حتى تعلم أنّه نجس) وهو وإن كان متّحدا مع الخبر