فأول وقت الظهر زوال الشمس ، وهو ظهور زيادة الظلّ ـ لكل شخص ـ في جانب المشرق ،
______________________________________________________
بدينه ودنياه ، والضّرورة خمسة : الكافر يسلم ، والصّبي يبلغ ، والحائض تطهر ، والمجنون يفيق ، والمغمى عليه يفيق (١).
وفي الذّكرى : إن الحصر في ذلك على سبيل الغالب (٢).
والمراد بوقت الإجزاء : الوقت الّذي متى أتى المكلّف فيه بالفريضة كان فعله كافيا في التّعبد بها أداء ، وإن تفاوتت أجزاؤه في الفضيلة وعدمها.
قوله : ( فأوّل وقت الظّهر زوال الشّمس ، وهو ظهور زيادة الظلّ لكل شخص في جانب المشرق ).
زوال الشّمس : هو ميلها عن وسط السماء ، وانحرافها عن دائرة نصف النّهار ، فانّ الشّمس إذا طلعت وقت لكلّ شاخص ظل في جانب المغرب طويلا ، ثم ينقص بحسب ارتفاع الشّمس حتّى يبلغ كبد السّماء ـ وهي حالة الاستواء ـ فينتهي النّقصان ، وقد لا يبقى للشّاخص ظلّ أصلا في بعض البلاد كمكة ، وصنعاء اليمن في يوم واحد في السّنة ، وهو أطول أيامها حين تنزل الشّمس السرطان ، وقيل باستمرار ذلك ستة وعشرين يوما قبل انتهاء الطول ، ومثلها بعد انتهائه ، وإذا بقي فمقداره مختلف لا محالة باختلاف البلاد والفصول.
فإذا مات إلى جانب المغرب ، فان لم يكن قد بقي ظل عند الاستواء ، فحينئذ يحدث في جانب المشرق ، وإن كان قد بقي فحينئذ يزيد متحولا إليه.
فإذا أريد معاينة ذلك ينصب مقياس ويقدّر ظلّه عند قرب الشّمس من الاستواء ، ثم يصبر قليلا ويقدر ، فان كان دون الأوّل أو بقدره فإلى الآن لم تزل الشّمس ، وإن زاد زالت ، وفي الأخبار ما يدل على ذلك ، مثل رواية سماعة (٣) ، وغيرها (٤).
__________________
(١) المبسوط للشيخ الطوسي ١ : ٧٢.
(٢) الذكرى : ١١٧.
(٣) التهذيب ٢ : ٢٧ حديث ٧٥.
(٤) نحو ما رواه الصدوق في الفقيه ١ : ١٤٥ حديث ٦٧٣ ، والشيخ في التهذيب ٢ : ٢٧ حديث ٧٦.