والشرف بل تبنى جما ، وجعل المنارة في وسطها بل مع الحائط ، وتعليتها ، وجعلها طريقا ، والمحاريب الداخلة
______________________________________________________
فقالوا : يا رسول الله لو أمرت بالمسجد فطين ، فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا عريض كعريض موسى عليهالسلام ، فلم يزل كذلك حتّى قبض رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم » (١) ، وفي معناه غيره.
قال في الذّكرى ـ في كراهية التظليل ـ ، : لعلّ المراد به : تظليل جميع المسجد ، أو تظليل خاص ، أو في بعض البلدان ، وإلا فالحاجة ماسة إلى التظليل لدفع الحرّ والقر (٢).
قوله : ( والشرف بل تبنى جمّا ).
أي : تكره الشرف ، وهي جمع شرفة ، والمراد بها : ما يجعل في أعلى الجدار ، لأن عليّا عليهالسلام رأى مسجدا بالكوفة وقد شرف ، فقال : « كأنه بيعة » ، وقال : « إن المساجد لا تشرف ، بل تبنى جمّا » (٣).
قوله : ( والمنارة في وسطها ، بل مع الحائط ).
في النّهاية : لا يجوز المنارة في وسطها (٤) ، وهو حقّ إن تقدّمت المسجدية على بنائها.
قوله : ( وتعليتها ).
أي : تكره تعلية المنارة ، لأن عليّا عليهالسلام مرّ على منارة طويلة فأمر بهدمها ، ثم قال : « لا ترفع المنارة إلا مع سطح المسجد ، ولئلاّ يتشرف المؤذن على الجيران » (٥).
قوله : ( وجعلها طريقا ).
أي : يكره جعلها مستطرقا بحيث لا يلزم تغير لصورة المسجد ، وإلاّ حرم.
قوله : ( والمحاريب الدّاخلة في الحائط ).
__________________
(١) الكافي ٣ : ٢٩٥ حديث ١ ، التهذيب ٣ : ٢٦١ حديث ٧٣٨.
(٢) الذكرى : ١٥٦.
(٣) الفقيه ١ : ١٥٣ حديث ٧٠٩.
(٤) نهاية الأحكام ١ : ٣٥٢.
(٥) الفقيه ١ : ١٥٥ حديث ٧٢٣ ، التهذيب ٣ : ٢٥٦ حديث ٧١٠.