وهذه الأمور في الإقامة آكد.
______________________________________________________
ومن فوائد رفع الصّوت بالأذان في المنزل كثرة الولد ، وزوال السّقم والعلل ، فان هشام بن إبراهيم شكا إلى الرّضا عليهالسلام سقمه ، وأنّه لا يولد له ، فأمره : بأن يرفع صوته بالأذان في منزله ، قال : ففعلت ، فاذهب الله عني سقمي ، وكثّر ولدي.
قال محمّد بن راشد : وكنت دائم العلّة ما أنفك منها في نفسي ، وجماعة خدمي ، فلما سمعت كلام هشام عملت به ، فأذهب الله عنّي وعن عيالي العلل (١).
ولا ينبغي أن يجهد نفسه في رفع صوته زيادة على الطاقة ، لئلاّ يضر بنفسه وينقطع صوته.
قوله : ( وهذه في الإقامة آكد ).
المشار إليه بـ ( هذه ) يمكن أن يكون ما ذكره من التّرتيب ، وما بعده من الاستقبال ، وترك الإعراب إلى آخره ، ويمكن أن يراد به : مجموع ما دلّ عليه الكلام السّابق في المطلب الثّاني والثّالث من الصّفات ، لأن بعض ما سبق من الصّفات كالطّهارة ، والقيام أيضا في الإقامة آكد ، وفيه بعد. وانما كانت هذه الصفات آكد في الإقامة لقربها من الصّلاة ، وشدّة ارتباطها بها.
وروي عن سليمان بن صالح ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « لا يقيم أحدكم الصّلاة وهو ماش ، ولا راكب ، ولا مضطجع ، إلاّ أن يكون مريضا ، وليتمكّن في الإقامة كما يتمكن في الصّلاة » (٢).
وقال السّيّد المرتضى : لا تجوز الإقامة إلاّ على وضوء واستقبال القبلة (٣) ، لكن يستثني من ذلك رفع الصوت فإنّ الإقامة أدون من الأذان ، كما سبق في رواية معاوية بن وهب (٤) ، ولأنّها للحاضرين ، والأذان للإعلام مطلقا.
وممّا يستحب في الإقامة مؤكدا كون من يتولاها عدلا مبصرا ، بصيرا بالأوقات ، لتكون له أهلية تقليد أصحاب الأعذار إياه ، وإنّما قلنا : إنّ ذلك آكد في
__________________
(١) الكافي ٣ : ٣٠٨ حديث ٣٣ ، الفقيه ١ : ١٨٩ حديث ٩٠٣ ، التهذيب ٢ : ٥٩ حديث ٢٠٧.
(٢) الكافي ٣ : ٣٠٦ حديث ٢١ ، التهذيب ٢ : ٥٦ حديث ١٩٧.
(٣) جمل العلم والعمل : ٥٨.
(٤) الفقيه ١ : ١٨٥ حديث ٨٧٦.