ورفع الصوت به إن كان ذكرا ،
______________________________________________________
ويستحب أن يقول في جلوسه ما روي مرفوعا إليهم عليهمالسلام : « اللهمّ اجعل قلبي بارا ، وعيشي قارّا ، ورزقي دارّا ، واجعل لي عند قبر رسول الله (١) صلىاللهعليهوآلهوسلم قرارا ومستقرا » (٢) ، قال في الذّكرى : ويستحب قوله ساجدا (٣) ، وروي عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : « الدّعاء بين الأذان والإقامة لا يردّ » (٤).
قوله : ( ورفع الصّوت به إن كان ذكرا ).
لرواية معاوية بن وهب ، عن الصّادق عليهالسلام : « ارفع به صوتك ، وإذا أقمت فدون ذلك » (٥) ، ولأن الغرض الإبلاغ ولا يتم إلاّ بذلك ، ولما روي أنّ النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لبلال : « اعل فوق الجدار ، وارفع صوتك بالأذان » (٦) ، وعن الصّادق عليهالسلام : « إذا أذنت فلا تخفين صوتك ، فان الله يأجرك على مدّ صوتك فيه » (٧).
وهذا إذا كان ذكرا ، فان صوت المرأة عورة فلا ترفعه لئلاّ يسمعه الأجانب ، وكذا الخنثى.
ولو كان مريضا جاز له الإسرار به ، لقوله عليهالسلام : « لا بدّ للمريض أن يؤذن ويقيم ، إذا أراد الصّلاة ، ولو في نفسه إن لم يقدر على أن يتكلّم به » (٨).
وكل من أسرّ به فلا بدّ من إسماع نفسه ، لقول الباقر عليهالسلام : « لا يجزئك من الأذان إلاّ ما أسمعت نفسك أو فهمته » (٩) ، ولو كان الأذان للحاضرين جاز له إخفاته بحيث لا يتجاوزهم ، وإن رفع كان أفضل.
__________________
(١) في « ح » : قبر نبيك ، وكذلك في الكافي.
(٢) الكافي ٣ : ٣٠٨ حديث ٣٢ ، التهذيب ٢ : ٦٤ حديث ٢٣٠.
(٣) الذكرى : ١٧١.
(٤) سنن أبي داود ١ : ١٤٤ حديث ٥٢١ ، سنن الترمذي ١ : ١٣٧ حديث ٢١٢ ، سنن البيهقي ١ : ٤١٠.
(٥) الفقيه ١ : ١٨٥ حديث ٨٧٦.
(٦) المحاسن : ٤٨ حديث ٦٧ ، الكافي ٣ : ٣٠٧ حديث ٣١ ، التهذيب ٢ : ٥٨ حديث ٢٠٦.
(٧) التهذيب ٢ : ٥٨ حديث ٢٠٥ ، ولم ترد ( على ).
(٨) التهذيب ٢ : ٢٨٢ حديث ١١٢٣ ، الاستبصار ١ : ٣٠٠ حديث ١١٠٩.
(٩) الفقيه ١ : ١٨٤ حديث ٨٧٥.