والمعتمد لترك الأذان والإقامة يمضي في صلاته ، والناسي يرجع مستحبا ما لم يركع ، وقيل العكس.
______________________________________________________
ضمناء ، والمؤذنون أمناء » (١) ، فإن الضّامن أعظم من الأمين.
وأيضا فإنّ الإمامة تستدعي معرفة أحوال الصّلاة ، والقيام بما تحتاج الإمامة إليه فيكون عمل الإمام أكثر ، وهو يستدعي زيادة الأجر.
وكذا قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « فارشد الله الأئمة ، وغفر للمؤذنين » (٢) ، فإن دعاءه مستجاب ، ومن أرشده الله فهو مستحق للمغفرة لا محالة ، فيستجمع الأمرين.
وذهب المصنّف في المنتهى إلى أفضلية الجمع بين الأذان والإمامة ، كما أن الجمع بينهما وبين الإقامة أفضل (٣) ، وما سبق من الدلائل ينافيه.
وأما أفضلية الإقامة على الأذان فلقربها من الصّلاة ، ولقول الصّادق عليهالسلام : « إذا أخذ في الإقامة فهو في الصّلاة » (٤) ، ولشدّة استحباب الطّهارة ، والقيام والاستقبال ، وكراهية الكلام فيها ، والاكتفاء بها في كثير من المواضع عن الأذان دون العكس.
قوله : ( والمعتمد لترك الأذان والإقامة يمضي في صلاته ، والناسي يرجع مستحبّا ما لم يركع ، وقيل بالعكس ).
اختلف الأصحاب في هذه المسألة ، فقال الشّيخ في النّهاية بالثّاني (٥) ، وأطلق في المبسوط القول بالاستئناف ما لم يركع (٦).
__________________
(١) سنن البيهقي ١ : ٤٣٠.
(٢) المصدر السابق.
(٣) المنتهى ١ : ٢٦٣.
(٤) الكافي ٣ : ٣٠٦ حديث ٢١ ، التهذيب ٢ : ٥٦ حديث ١٩٧.
(٥) النهاية : ٦٥.
(٦) المبسوط ١ : ٩٥.