والذكر من تسبيح وشبهه على رأي ،
______________________________________________________
قوله : ( والذكر من تسبيح وشبهه على رأي ).
يجب الذّكر في الرّكوع بإجماعنا ، وأكثر الأصحاب قالوا بتعيّن التّسبيح ، واختاره الشّيخ في الخلاف (١) ، لما رواه هشام بن سالم قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن التّسبيح في الرّكوع والسّجود؟ قال : « يقول في الرّكوع : سبحان ربّي العظيم ، وفي السّجود : سبحان ربّي الأعلى ، الفريضة من ذلك تسبيحة واحدة ، والسنة ثلاث ، والفضل في سبع » (٢). وفي صحيحتي زرارة ، عن الباقر عليهالسلام (٣) ، وعليّ بن يقطين ، عن أبي الحسن الأوّل عليهالسلام ما يقتضي وجوب ثلاث تسبيحات في ترسل واحد : سبحان الله ، سبحان الله ، سبحان الله (٤). وفي رواية عقبة بن عامر أنّه لما نزلت( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ) (٥) ، وقال النّبي :صلىاللهعليهوآلهوسلم : « اجعلوها في ركوعكم » ، ولما نزلت( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) (٦) قال : « اجعلوها في سجودكم » (٧) ، والأمر للوجوب ، ولقول كثير من المفسرين : إن معنى ( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ) و ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) قل : سبحان ربّي العظيم سبحان ربّي الأعلى (٨) ، والأمر للوجوب ، ولا وجوب في غير الصّلاة.
وعلى هذا قيل بوجوب ثلاث تسبيحات صغرى ، أو واحدة كبرى للمختار وواحدة صغرى للمضطر ، والمستعجل والمريض (٩) ، وقيل بتعين واحدة كبرى
__________________
(١) الخلاف ١ : ٦٩ مسألة ٤٦ كتاب الصلاة.
(٢) التهذيب ٢ : ٧٦ حديث ٢٨٢ ، الاستبصار ١ : ٣٢٣ حديث ١٢٠٤.
(٣) التهذيب ٢ : ٧٦ حديث ٢٨٣ ، الاستبصار ١ : ٣٢٣ حديث ١٢٠٥.
(٤) التهذيب ٢ : ٧٦ حديث ٢٨٤ ، ٢٨٥ ، الاستبصار ١ : ٣٢٣ حديث ١٢٠٦ ، ١٢٠٧.
(٥) الواقعة : ٧٤.
(٦) الأعلى : ١.
(٧) التهذيب ٢ : ٣١٣ حديث ١٢٧٣.
(٨) منهم : أبو الفتوح الرازي في تفسيره ٥ : ٥١١ ، والطبرسي في مجمع البيان ٥ : ٢٢٤ ، والسيوطي في الدر المنثور ٦ : ٣٣٨.
(٩) قاله المحقق في المعتبر ٢ : ١٩٥.