والتسبيح سبعا أو خمسا أو ثلاثا صورته سبحان ربي العظيم وبحمده
______________________________________________________
قال ـ تجهر بها صوتك » (١) وفيه دلالة على استحباب الجهر بها ، ولعلّه لغير المأموم لاستحباب الإخفات في جميع أذكاره ، وفي رواية حماد ، عن الصّادق عليهالسلام لما علّمه الصّلاة. فلما استمكن من القيام قال : « سمع الله لمن حمده » (٢). ولا فرق في استحباب ذلك بين الامام والمأموم والمنفرد عند علمائنا.
ولو قال المأموم : ربّنا لك الحمد ، عند تسميع الإمام كان جائزا ، وقد تضمّن قوله إيّاه خبر محمّد بن مسلم ، عن الصّادق عليهالسلام ، أورده في الذّكرى (٣). قال الشّيخ : لو قال : ربّنا ولك الحمد لم تفسد صلاته (٤) ، وهو حقّ لأنّ الواو قد تزاد لغة.
إذا تقرّر ذلك فمقتضى عبارة الكتاب أنه يقول ذلك في نهوضه.
وعبارة غيره وألفاظ النّصوص أنّه يقول : بعد الانتصاب ، ففي العبارة تسامح.
ويستحب أن يزيد على ذلك ما روي في الاخبار (٥) ، وذكره الأصحاب : « الحمد لله ربّ العالمين إلى آخره ».
ولو عطس عند رفعه فقال : الحمد لله ربّ العالمين ونوى بذلك التّحميد عند العطسة ، والمستحبّ بعد الرّفع جاز ، لأنّها عبادة ذات سببين.
وهنا شيء ، وهو أن ( سمع الله لمن حمده ) هل هو دعاء أو ثناء؟ كلّ محتمل ، ولم أظفر في كلام أحد بتصريح بأحدهما.
قوله : ( والتّسبيح سبعا ، أو خمسا ، أو ثلاثا ، صورته : سبحان ربّي العظيم وبحمده ).
ظاهر هذه العبارة وكثير من العبارات أنّ السّبع نهاية الكمال ، وتشهد له
__________________
(١) التهذيب ٢ : ٧٧ حديث ٢٨٩.
(٢) الكافي ٣ : ٣١١ حديث ٨ ، الفقيه ١ : ١٩٦ حديث ٩١٦ ، التهذيب ٢ : ٨١ حديث ٣٠١.
(٣) الذكرى : ١٩٩.
(٤) المبسوط ١ : ١٢٢.
(٥) الكافي ٣ : ٣٢٠ حديث ٢.