والمشاهد لها والمصلي في وسطها يستقبلان أي جدرانها شاءا ، ولو إلى الباب المفتوح من غير عتبة.
ولو انهدمت الجدران ـ والعياذ بالله ـ استقبل الجهة ، والمصلّي على سطحها كذلك بعد إبراز بعضها ، ولا يفتقر إلى نصب شيء ،
______________________________________________________
قوله : ( والمشاهد لها ، والمصلّي في وسطها يستقبلان أي جدرانها شاءا ، ولو الى الباب المفتوح من غير عتبة ).
لما كان كلّ جزء من الكعبة قبلة يكفي محاذاته ، كفى المشاهد للكعبة ومن في حكمه ، والمصلّي في وسطها استقبال أي جدارانها شاء ، والمراد : أي بعض منها شاؤوا.
ولو صلّى والمصلّي في وسطها إلى الباب المفتوح صحّ ، وإن لم يكن له عتبة ، لأنّ القبلة ليست هي البنية ، واعتبر بعض العامة نصب شيء يتوجّه إليه (١). والمصلّي في سرداب يستقبل الجهة.
واعلم أنّ في العبارة تسامحا ، لأنّ الباب المفتوح ليس من الجدران ، فيعطف بـ ( لو ) الوصلية لكن لمّا كان واقعا في الجدار غلب عليه اسمه.
قوله : ( ولو انهدمت الجدران ـ والعياذ بالله ـ استقبل الجهة ).
لما علم من أنّ القبلة ليست هي نفس البنية ، ولا يجب نصب شيء يصلّى إليه عندنا.
قوله : ( والمصلّي على سطحها كذلك بعد إبراز بعضها ).
أي : المصلّي على سطحها يستقبل الجهة كالمصلّي بعد انهدام جدرانها ، لكن لا بد أن يبرز بين يديه منها شيئا وإن قلّ ، ليكون توجّهه إليه. ويراعي في حال الرّكوع والسّجود بروز شيء منها عن بدنه ليكون قبلة (٢) ، فلو خرج بعض بدنه في بعض الحالات ، أو حاذى رأسه نهايتها في حال السّجود بطلت صلاته.
قوله : ( ولا يفتقر إلى نصب شيء ).
أي : المصلّي على سطحها ، ويمكن عوده إليه والى ما قبله.
__________________
(١) فتح العزيز « بهامش المجموع » ٣ : ٢٢٠.
(٢) في « ن » زيادة : ( له ).