وأن يكون في الصف الأول أهل الفضل ،
______________________________________________________
إن شاء الله.
وإطلاق النص وكلام الأصحاب يقتضي عدم الفرق في ذلك بين من تجب القراءة خلفه كالمخالف ، أو يستحب كالجهرية مع عدم السماع ، مع احتمال اختصاص الحكم بالمخالف ، لأنه المتبادر من النص.
قوله : ( وأن يكون في الصف الأول أهل الفضل ).
هذا موضع وفاق بين العلماء. والمراد بأهل الفضل أهل المزية الكاملة من علم أو عمل أو عقل. وإنما استحب كونهم في الصف الأول لأن أفضل الصفوف أولها ، لما روي من أن الصلاة فيه كالجهاد في سبيل الله (١) ، فيكون الأفضل للأفضل.
ويدل عليه صريحا ما رواه الكليني ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : « ليكن الذين يلون الإمام أولى الأحلام منكم والنهي ، فإن نسي الإمام أو تعايا قوّموه » (٢).
والأحلام جمع حلم ـ بالكسر ـ وهو العقل ، ومنه قوله تعالى ( أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا ) (٣) والنهي ـ بالضم ـ العقل أيضا. وتعايا أي : لم يهتد لوجه مراده ، أو عجز عنه ولم يطق إحكامه.
قال في الذكرى : وليكن يمين الصف لأفضل الصف الأول ، لما روي أن الرحمة تنتقل من الإمام إليهم ثم إلى يسار الصف ، ثم إلى الثاني (٤) والأفضل للأفضل (٥). ويشهد له أيضا ما رواه الكليني ، عن سهل بن زياد بإسناده قال ، قال : « فضل ميامن الصفوف على مياسرها كفضل الجماعة على صلاة
__________________
(١) الفقيه ١ : ٢٥٢ ـ ١١٤٠ ، الوسائل ٥ : ٣٨٧ أبواب صلاة الجماعة ب ٨ ح ٥.
(٢) الكافي ٣ : ٣٧٢ ـ ٧ ، الوسائل ٥ : ٣٨٦ أبواب صلاة الجماعة ب ٧ ح ٢.
(٣) الطور : ٣٢.
(٤) في المصدر : الباقي.
(٥) الذكرى : ٢٧٣.