ويجب أن يكون الخطيب قائما وقت إيراده مع القدرة.
______________________________________________________
يصلي » (١).
قوله : ( ويجب أن يكون الخطيب قائما وقت إيراده مع القدرة ).
هذا مذهب الأصحاب ، ونقل عليه في التذكرة الإجماع (٢) ، والمستند فيه فعل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في بيان الواجب ، وقوله عليهالسلام في صحيحة معاوية بن وهب : « إن أول من خطب وهو جالس معاوية ، واستأذن الناس في ذلك من وجع كان في ركبته ـ ثم قال ـ الخطبة وهو قائم خطبتان يجلس بينهما جلسة لا يتكلم فيها قدر ما يكون فصل ما بين الخطبتين » (٣).
ولو منعه مانع من القيام فالظاهر جواز الجلوس مع تعذر الاستنابة كما في الصلاة.
ولو خطب جالسا مع القدرة بطلت صلاته وصلاة من علم به من المأمومين ، أما من لم يعلم بحاله فقد قطع الأصحاب بصحة صلاتهم وإن رأوه جالسا ، بناء على الظاهر من أن قعوده للعجز ، وإن تجدد العلم بعد الصلاة ، كما لو بان أن الإمام محدث. وهو مشكل ، لعدم الإتيان بالمأمور به على وجهه ، وخروج المحدث بنص خاص لا يقتضي إلحاق غيره به.
ويجب في القيام الطمأنينة ، للتأسي ، ولأنهما بدل من الركعتين.
وهل يجب اتحاد الخطيب والإمام؟
قيل : نعم ، وهو اختيار الراوندي في كتابه أحكام القرآن (٤) ، وقواه العلامة في المنتهى والشهيد في الذكرى (٥). ولا بأس به ، لأن الوظائف الشرعية
__________________
(١) الكافي ٣ : ٤٢١ ـ ٣ ، التهذيب ٣ : ٢٠ ـ ٧٢ ، الوسائل ٥ : ٣٠ أبواب صلاة الجمعة وآدابها ب ١٥ ح ٢.
(٢) التذكرة ١ : ١٥٠.
(٣) التهذيب ٣ : ٢٠ ـ ٧٤ ، الوسائل ٥ : ٣١ أبواب صلاة الجمعة وآدابها ب ١٦ ح ١.
(٤) فقه القرآن ١ : ١٣٥.
(٥) المنتهى ١ : ٣٢٤ ، والذكرى : ٢٣٤.