ولا حكم للسهو مع كثرته.
______________________________________________________
يسوغ فيه التعويل على الظن.
قوله : ( ولا حكم للسهو مع كثرته ).
المراد بالسهو هنا الشك ، كما صرح به المصنف في المعتبر (١). والمراد أن من كثر شكه لا يلتفت إلى الشك ، بل يبني على وقوع الفعل المشكوك فيه وإن كان في محله ، ما لم يستلزم الزيادة ، فيبني على المصحح.
وقد ورد بعدم الالتفات إلى الشك مع الكثرة روايات كثيرة ، كصحيحة زرارة وأبي بصير ، قالا ، قلنا له : الرجل يشك كثيرا في صلاته حتى لا يدري كم صلى ولا ما بقي عليه ، قال : « يعيد » قلنا : فإنه يكثر عليه ذلك كلما أعاد شك ، قال : « يمضي على شكه » ثم قال : « لا تعوّدوا الخبيث من أنفسكم نقض الصلاة فتطعموه ، فإن الشيطان خبيث معتاد لما عوّد ، فليمض أحدكم في الوهم ولا يكثرن نقض الصلاة ، فإنه إذا فعل ذلك مرات لم يعد إليه الشك » قال زرارة ، ثم قال : « إنما يريد الخبيث أن يطاع ، فإذا عصي لم يعد إلى أحدكم » (٢).
وصحيحة محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : « إذا كثر عليك السهو فامض في صلاتك ، فإنه يوشك أن يدعك ، إنما هو من الشيطان » (٣).
وصحيحة ابن سنان ، عن غير واحد ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : « إذا كثر عليك السهو فامض في صلاتك » (٤).
__________________
(١) المعتبر ٢ : ٣٩٣.
(٢) الكافي ٣ : ٣٥٨ ـ ٢ ، التهذيب ٢ : ١٨٨ ـ ٧٤٧ ، الإستبصار ١ : ٣٧٤ ـ ١٤٢٢ ، الوسائل ٥ : ٣٢٩ أبواب الخلل الواقع في الصلاة ب ١٦ ح ٢.
(٣) الكافي ٣ : ٣٥٩ ـ ٨ ، الفقيه ١ : ٢٢٤ ـ ٩٨٩ بتفاوت يسير ، التهذيب ٢ : ٣٤٣ ـ ١٤٢٤ ، الوسائل ٥ : ٣٢٩ أبواب الخلل الواقع في الصلاة ب ١٦ ح ١.
(٤) التهذيب ٢ : ٣٤٣ ـ ١٤٢٣ ، الوسائل ٥ : ٣٢٩ أبواب الخلل الواقع في الصلاة ب ١٦ ح ٣.