لهلال.
وقيل : هم بنو بكر بن زيد بن منات. وقيل : سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي من بني مدلج ، جاء إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد أحد فقال : أنشدك الله والنعمة ، وأخذ منه أن لا يغزوا قومه ، فإن أسلم قريش أسلموا ، لأنّهم كانوا في عقد قريش ، فحكم الله فيهم ما حكم في قريش. ففيهم نزل.
(أَوْ جاؤُكُمْ) عطف على الصلة ، أي : أو الّذين جاءوكم كافّين عن قتالكم وقتال قومهم. استثنى من المأمور بأخذهم وقتلهم من ترك المحاربين فلحق بالمعاهدين ، أو أتى الرسول وكفّ عن قتال الفريقين. أو على صفة قوم ، وكأنّه قيل : إلّا الّذين يصلون إلى قوم معاهدين ، أو إلى قوم كافّين عن القتال لكم وعليكم.
والأوّل أظهر ، لقوله : «فإن اعتزلوكم».
(حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ) حال بإضمار «قد» أي : حال كونهم ضاقت صدورهم. ويدلّ عليه ما ورد في القراءة الشاذّة : حصرة صدورهم وحصرات. أو بيان لـ «جاءوكم». وقيل : صفة محذوف ، أي : جاءوكم قوما حصرت صدورهم.
والحصر : الضيق والانقباض. والمعنى : ضاقت قلوبهم. (أَنْ يُقاتِلُوكُمْ) عن أن ، أو لأن ، أو كراهة أن يقاتلوكم (أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ) فلا عليكم ولا عليهم.
ذكر عليّ بن إبراهيم في تفسيره (١) أنّ بني أشجع قدموا المدينة في سبعمائة يقودهم مسعود بن رجيلة ، فأخرج إليهم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أحمال التمر ضيافة. وقال : نعم الشيء الهديّة أمام الحاجة. وقال لهم : ما جاء بكم؟ قالوا : قرب دارنا منك ، وكرهنا حربك وحرب قومنا ـ يعني : بني ضمرة الّذين بينهم وبينهم عهد ـ لقلّتنا ، فجئنا لنوادعك. فقبل النبيّ ذلك منهم ووادعهم ، فرجعوا إلى بلادهم ، فأمر الله سبحانه أن لا يتعرّضوا لهؤلاء.
__________________
(١) تفسير القمّي ١ : ١٤٦ ـ ١٤٧.