مرّ. (إِخْوَةً رِجالاً وَنِساءً) ذكورا وإناثا (فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ) أصله : وإن كانوا إخوة وأخوات ، فغلّب الذكر. والخلاف بين الفقهاء في هذه المسائل وأمثالها وفروعها مذكور في كتب الفقه ، فمن أرادها فليرجع إليها.
(يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا) أي : يبيّن الله لكم ضلالكم الّذي من شأنكم إذا خلّيتم وطباعكم ، لتحترزوا عنه وتتحرّوا خلافه. والأصوب أنّ المضاف مقدّر ، أي : كراهة أن تضلّوا. وقيل : لئلّا تضلّوا ، فحذف «لا». وهو قول الكوفيّين. فالمعنى : يبيّن الله لكم جميع أحكام دينكم ، كراهة أن تضلّوا أو لئلّا تضلّوا.
(وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) ومن ذلك أمور معاشكم ومعادكم ، فيخبركم بها في محياكم ومماتكم ، على ما تقتضيه الحكمة وتوجبه المصلحة.
عن البراء بن عازب : آخر سورة نزلت كاملة براءة ، وآخر آية نزلت خاتمة سورة النساء : (يَسْتَفْتُونَكَ ...) الآية. أورده البخاري ومسلم في صحيحهما (١).
وقال جابر : نزلت بالمدينة. وقال ابن سيرين : نزلت في مسير كان فيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأصحابه.
وتسمّى هذه الآية آية الصيف ، وذلك أنّ الله سبحانه أنزل في الكلالة آيتين ، إحداهما في الشتاء ، وهي الّتي في أوّل هذه السورة ، والاخرى في الصيف ، وهي هذه الآية.
وروي عن عمر بن الخطّاب أنّه قال : سألت رسول الله عن الكلالة فقال : يكفيك أو يجزيك آية الصيف. والله أعلم بالصواب ، وإليه المرجع والمآب.
__________________
(١) صحيح البخاري ٦ : ٦٣ ، صحيح مسلم ٣ : ١٢٣٧ ح ١٢.