قرنه. وهذا بسل عليك ، أي : حرام.
(لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيٌ) ناصر ينجيها من العذاب (وَلا شَفِيعٌ) يشفع لها ويدفع عنها العقاب.
(وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ) وإن تفد كلّ فداء. والعدل : الفدية ، لأنّها تعادل المفدى.
وهاهنا الفداء. ونصب «كلّ» على المصدر. (لا يُؤْخَذْ مِنْها) الفعل مسند إلى «منها» لا إلى ضمير العدل ، لأنّه هاهنا مصدر فلا يسند إليه الأخذ ، بخلاف قوله : (وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ) (١) ، فإنّه بمعنى المفدى به ، فصحّ إسناده إليه.
(أُولئِكَ) إشارة إلى الّذين اتّخذوا دينهم لعبا (الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا) أي : سلّموا إلى العذاب بسبب كسبهم الأعمال القبيحة والعقائد الزائغة.
ثمّ أكّد وفصّل ذلك بقوله : (لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ) أي : هم بين ماء مغليّ يتجرجر (٢) في بطونهم ، ونار تشتعل بأبدانهم بسبب كفرهم.
(قُلْ أَنَدْعُوا) أنعبد (مِنْ دُونِ اللهِ) النافع الضارّ (ما لا يَنْفَعُنا وَلا يَضُرُّنا) ما لا يقدر على نفعنا ولا ضرّنا ، أي : إن تركنا عبادته (وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا) ونرجع إلى الشرك (بَعْدَ إِذْ هَدانَا اللهُ) فأنقذنا منه ، ورزقنا الإسلام.
(كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ) كالّذي ذهبت به مردة الجنّ والغيلان في المهامه (٣). استفعال من : هوى في الأرض يهوي ، إذا ذهب ، كأنّ المعنى : طلبت الشياطين هواه. وقرأ حمزة : استهواه بألف ممالة.
ومحلّ الكاف النصب على الحال من فاعل «نردّ» ، أي : مشبّهين الّذي
__________________
(١) البقرة : ٤٨.
(٢) جرجر الماء في حلقه : صوّت.
(٣) المهامه جمع المهمه ، وهو الصحراء.