كلّ شيء» قال إبليس : أنا من ذلك الشيء ، فنزعها الله من إبليس بقوله : (فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ) الآية. فقالت اليهود والنصارى : نحن نتّقي ونؤتي الزكاة ونؤمن بآيات ربّنا ، فنزعها منهم وجعلها لهذه الأمّة بقوله : (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَ). وعلى هذا هو خبر مبتدأ تقديره : هم الّذين يتّبعون الرسول الّذي نوحي إليه كتابا مختصّا به ، وهو القرآن. والنبيّ صاحب المعجزات. وقيل : سمّي رسولا بالإضافة إلى الله ، ونبيّا بالإضافة إلى العباد. ويحتمل أن يكون بدلا من «يتّقون» بدل الكلّ أو البعض.
أو يكون مبتدأ خبره : يأمرهم.
(الْأُمِّيَ) الّذي لا يكتب ولا يقرأ. وصفه به تنبيها على أنّ كمال علمه مع حاله هذه إحدى معجزاته. وروي عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام : «أنّ الأمّيّ بمعنى المنسوب إلى أمّ القرى ، وهي مكّة».
وقيل : إنّه منسوب إلى الأمّة. والمعنى : أنّه على جبلّة الأمّة قبل استفادة الكتابة. أو المراد بالأمّة العرب ، لأنّها لم تكن تحسن الكتابة. أو منسوب إلى الأمّ.
والمعنى : أنّه على ما ولدته أمّة قبل تعلّم الكتابة.
(الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ) اسما وصفة ، فقد روي أنّه مكتوب في السفر الخامس من التوراة : إنّي سأقيم لهم نبيّا من إخوتهم مثلك ، وأجعل كلامي في فيه ، فيقول لهم كلّ ما أوصيه به. وفيها أيضا مكتوب : وأمّا ابن الأمة فقد باركت عليه جدّا جدّا ، وسيلد اثني عشر عظيما ، وأؤخّره لأمّة عظيمة.
وفي الإنجيل بشارة بالفارقليط في مواضع ، منها : نعطيكم فارقليط يكون معكم آخر الدهر كلّه. وفيه أيضا قول المسيح للحواريّين : أنا أذهب وسيأتيكم الفارقليط روح الحقّ الّذي لا يتكلّم من قبل نفسه ، إنّه نذيركم بجميع الخلق ، ويخبركم بالأمور المزمعة ، ويمدحني ، ويشهد لي.
(يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ) ممّا حرّم