الأخبار والمفتى به في كلام الأصحاب. وربّما علّل بتبعيّته للوضوء ، والأولى ما ذكرناه.
ويجب أيضاً كون مواضع المسح طاهرة ، على ما ذكره جماعة من الأصحاب (١). والإطلاقات تقتضي عدمه ، قال في المدارك : والمصرّح باشتراط ذلك قليل من الأصحاب (٢)
واستدلّ في الذكرى : بأنّ التراب ينجس ، وبمساواته لأعضاء الطهارة المائيّة.
وردّ : بأنّ الأوّل أخصّ من المدّعى ، والثاني قياس.
وإن تعذّرت الإزالة فالإطلاقات تقتضي جوازه وإن تعدّت النجاسة إلى التراب أيضاً ، وقيّده بعضهم بغير المتعديّ (٣) ، وربّما قيل بالعدول إلى ظهر الكف حينئذٍ (٤).
وكذلك الكلام إذا كانت النجاسة حائلة ، ولم يمكن رفعها. وربّما منعه بعضهم أيضاً (٥). وردّ بجواز المسح على الجبيرة ، وخصوصيّة النجاسة لا أثر لها. وفي العدول إلى الظاهر حينئذٍ إشكال.
والحاصل أنّ إطلاقات التيمّم تقتضي الوجوب في الكلّ على النهج المعهود ، والعدول عنها باحتمال أنّ تنجيس عضو آخر مضرّ بالصلاة ليس بأولى من ترك الصلاة ، فإنّ الصلاة مع النجاسة جائزة ، وبلا طهارة لا تجوز أصلاً.
وهذا إذا لم يمكن تطهير الموضع المتعدّى إليه ، وإلّا فالإشكال أقلّ.
ولما كانت الفروض نادرة غير متبادرة من الإطلاقات فلا تترك الاحتياط.
وأما طهارة سائر الأعضاء مع الإمكان ، فلا تشترط جزماً ، كما لا تشترط (٦)
__________________
(١) كالشهيد في الذكرى : ١٠٩ ، والمحقّق الكركي في جامع المقاصد ١ : ٥٠٣.
(٢) مدارك الأحكام ٢ : ٢٢٨.
(٣) البيان : ٨٦ ، الدروس : ١٣٣ ، كشف اللثام ١ : ١٥٠ ، الحدائق ٤ : ٣٥٣ ، الروضة البهيّة ١ : ٤٥٥.
(٤) جامع المقاصد ١ : ٤٩٨ ، الروضة البهيّة ١ : ٤٥٥.
(٥) الذكرى : ١٠٩ ، كشف اللثام ١ : ١٥٠ ، الروضة البهيّة ١ : ٤٥٥.
(٦) في «ز» : كما يشترط.