.................................................................................................
______________________________________________________
وينفر عن غيره ، وقد يخطر ببال من لاحظه أنّه يراعيه في الحكم وينفر عنه غيره لعدم ملاحظته ، ونحو ذلك.
ويؤيّده ما روي عنه صلّى الله عليه وآله قال : ما عدل وال اتّجر في رعيّة أبدا (١).
ولا يضرّ عدم ظهور سنده ، وكونه في المطلوب.
ثم إنّ الظاهر أن لا خصوصية بهما ، بل سائر المعاملات كذلك ، مثل الإجارة والاستيجار والصلح وغيرها.
وأن لا خصوصية بنفسه ، بل من كان معلوم للمعامل أنّه وكيله كذلك لجريان بعض ما تقدّم ، فينبغي له أن لا يوكّل معينا معروفا بخصوصه ، بل شخصا مجهولا غير معروف النسبة إليه ، وإذا عرف ، عزله ونصب غيره وهكذا ، وإن قولهم (لنفسه) لا يناسب ، بل (بنفسه) ، فافهم.
وأما دليل كراهة ارتكابه الحكومة بنفسه ، بأن يقف مع خصمه في منازعة بين يدي قاض ، لما تقدّم في البيع والشراء.
ولما مرّ من كراهة ارتكاب ذلك لذوي المروات مطلقا والقاضي منهم ، بل أعظمهم.
ولما روي عنه صلّى الله عليه وآله : إنّ للخصومات قحما وإنّي لأكره أن أحضرها (٢).
لعل المراد ، ارتكابها. والقحم بالضم : الأمر الشاقّ.
__________________
(١) كنز العمال ج ٦ ص ٢٣ تحت رقم ١٤٦٧٦ نقلا عن الحاكم في الكنى عن رجل.
(٢) كنز العمّال ج ٦ ص ١٩٧ تحت رقم ١٥٣٣٣ ولفظ الحديث هكذا عن علي عليه السّلام أنه كان وكّل عبد الله بن جعفر بالخصومة ، وقال : إنّ للخصومة قحما. وفي ذيل كنز العمّال إن القحم بالضم هي الأمور العظيمة.