(وثانيها) العداوة الدنيويّة.
وتتحقق بالفرح على المصيبة والغمّ بالسرور.
أو بالتقاذف ، أما الدينيّة فلا تمنع.
______________________________________________________
قوله : «وثانيها : العداوة الدنيويّة إلخ». أي ثاني أسباب التهمة ، العداوة الدنيويّة ، يعني أن المراد بالعداوة المانعة ، هو العداوة الدنيويّة لا العداوة الدينيّة ، فإذا كان أحد يبغض شخصا ، لأنّ دينه ليس بحقّ ، أو لأنه عاص وفاسق يرتكب الذنوب والمعاصي ، لا يمنع ذلك من قبول شهادته عليه ، فإن العداوة حينئذ لله ، فلا معنى حينئذ لإضراره له بما لا يرضى الله وبمعصيته ، وهو ظاهر.
ولعموم أدلّة قبول الشهادة مطلقا ، وإنما خرج منه العداوة الدنيويّة بالإجماع ولأن المؤمن تقبل شهادته على الكافر والمخالف أيضا بالإجماع.
ولأن الدليل الذي يدلّ على عدم القبول هو ردّ شهادة الخصم الموجود في الروايات ، مثل روايتي أبي بصير وعبد الله المتقدّمتين (١). والمتبادر منه العدوّ في الدنيا لا الدين ، فإنه لا يقال عرفا أنّ زيدا المسلم عدوّ عمرو الكافر.
وتعرف العداوة بفرح الشخص بغمّ الآخر ، وغمّه بسروره يعني يتمنّى زوال النعمة عن الآخر ووصول المصائب به ، ويكره ويحزن بوصول النعمة إليه وزوال المصائب عنه. وذلك قد يكون من الجانبين ، وقد يكون من جانب واحد فيختصّ العدوّ بردّ شهادته عليه.
ويعلم أيضا بالتقاذف بينهما ، أي بسبّ كل واحد منهما الآخر ، ويختصّ بأحدهما إذا كان القذف من جانبه وحده.
وإنما تردّ شهادة العدوّ إذا كانت عليه ، لا له ، فإذا كانت له تقبل ، وإليه
__________________
(١) راجع الوسائل باب ٣٠ حديث ١ ـ ٣ من كتاب الشهادات ج ١٨ ص ٢٧٤ و ٢٧٥.